اقتصاد
بريكس يسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترمب

تطورات مجموعة بريكس وتحدياتها في ظل التغيرات العالمية
شهدت مجموعة بريكس، التي تضم مجموعة من الاقتصادات الناشئة، تطورات ملحوظة على مدى العقد الماضي، حيث تواجه البحث عن هدف مشترك يعكس مصالح أعضائها ويعزز مكانتها على الساحة الدولية. وفي ظل التصعيد التجاري وغياب بعض القادة البارزين، تتجه الأنظار الآن نحو التوترات الداخلية والتحديات الخارجية التي تؤثر على مستقبل التكتل.
موقف المجموعة تجاه التصعيد الحمائي
- من المتوقع أن يصدر قادة بريكس، خلال اجتماعهم في مدينة ريو دي جانيرو، بياناً يدين الإجراءات الحمائية الأنفرادية والرفع غير المبرر للرسوم الجمركية، وهو موقف يعكس رغبتهم في تعزيز التجارة الحرة والتعددية.
- وقد أكد عدد من المسؤولين أن هذا البيان يحمل رسالة واضحة لسياسات الإدارة الأمريكية، التي فرضت رسومًا جمركية خلال فترة ترمب، والتي يرى أعضاء بريكس أنها تضر بالاقتصاد العالمي والتنمية.
تنامي قوة بريكس وسط غياب واشنطن
- في ظل تراجع السياسة الأمريكية واتجاهها نحو “أميركا أولاً”، باتت بريكس تحل محل الفراغ الذي تركه غياب الولايات المتحدة عن المبادرات الدولية، محاولةً تقديم نفسها كمدافع عن القيم الأساسية، مثل التجارة الحرة والتعددية.
- وقد أعلن رئيس مجموعة بريكس أن التعددية تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في ظل سعي الأعضاء لتعزيز التعاون وقضايا المناخ.
توسعات وتحديات الوحدة
- منذ انضمام دول جديدة مثل مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا والإمارات، زاد تمثيل المجموعة ليشكل نحو 40% من الناتج العالمي ويضم نصف سكان العالم، إلا أن ذلك أدى إلى تباينات في الأهداف والآراء بين الأعضاء.
- مثلما يوضح خبراء، فإن وحدة المجموعة تعتمد على رغبة أعضائها في رفع صوت الاقتصادات الناشئة، إلا أن غياب أجندة موحدة قد يُضعف من نفوذها على المدى الطويل.
الانقسامات والتوترات الداخلية
- تشهد بريكس انقسامات حول دور الحرب والنزاعات، حيث تعارض روسيا والصين الإشارات بشأنها، بينما تدعو مصر إلى التركيز على السلام والأمن في الشرق الأوسط، خاصة في غزة.
- كما أن التنافس بين الصين والهند، خاصة فيما يتعلق بقيادة المجموعة، يعزز التوترات، مع سعي الهند لترسيخ مكانتها العالمية خلال رئاسة بريكس المقررة عام 2026.
التحديات الاقتصادية والسياسية
- فرضت سياسة ترمب الحمائية حواجز أمام التعاون الاقتصادي، ما أدى إلى تطوير أنظمة دفع محلية وأدوات مالية بديلة، رغم أن بعضها لا يزال في مراحل التطوير، مع تأكيد مسؤولين برازيليين على أن التخلي عن الدولار ليس مطروحاً حالياً.
- وقد سجلت التجارة بين أعضاء بريكس نمواً بنسبة 40% منذ عام 2021، وصولًا إلى 740 مليار دولار سنويًا، مما يعكس توازنات جديدة في العلاقات الاقتصادية داخل التكتل.
آفاق التعاون المناخي والدبلوماسي
- تبدي بريكس تفاؤلاً بشأن تعزيز الشراكات الدولية حول قضايا المناخ، مع مناقشات لآليات تمويل جديدة وتحركات تعزيزية، خاصة مع توجهات بكين في هذا المجال.
- وأبدت الصين رغبتها في التعاون مع باقي الأعضاء لدعم التغير المناخي، مع التركيز على بناء علاقات موثوقة بعيدًا عن التوترات مع الولايات المتحدة.
الخلاصة والتحديات المستقبلية
- بالرغم من التوسع والنجاحات الاقتصادية، تظل بريكس تواجه تحديات في تعزيز الوحدة وتحقيق أهدافها المتمثلة في قيادة التغيير على الصعيد العالمي.
- الانقسامات الداخلية، والتأثيرات التنافسية بين الأعضاء، بالإضافة إلى غياب رؤية موحدة، قد يحد من تأثير التكتل في السياسة العالمية على المدى الطويل.