اقتصاد
“بريكس” يسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا خلال فترة ترمب

تطورات مجموعة بريكس: تحدياتها وفرصها في ظل التغيرات العالمية
على مدى أكثر من عقد من الزمن، شكلت مجموعة بريكس، التي تضم عدداً من الاقتصادات الناشئة الكبرى، منصة رئيسية لمناقشة القضايا الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم النامي. وفي ظل التغيرات الأخيرة على الساحة الدولية، خاصةً ما يتعلق بسياسات الولايات المتحدة، بدأت هذه المجموعة تتبنى أدواراً أكثر فاعلية وتأثيراً.
موقف بريكس من الإجراءات الحمائية والرسوم الجمركية
- يُتوقع أن يعلن قادة بريكس خلال قمتهم في ريو دي جانيرو عن إدانة التصعيد الأحادي للحمائية والقيود الجمركية غير المبررة.
- تم الاتفاق على صياغة ذات مضمون في أبريل من قبل وزراء خارجية الدول المؤسسة، ويُتوقع أن يبقى هذا النص ضمن البيان الختامي.
- وفي ظل غياب ذكر صريح لاسم الولايات المتحدة، فإن الرسالة الموجهة واضحة بخصوص معارضتها لسياسات ترمب التجارية.
صعود بريكس في ظل غياب واشنطن وتعزيز القيم المشتركة
- تسعى بريكس لتعويض الفراغ الذي تركه ترمب، وتُقدم نفسها كمدافع عن المبادئ الأساسية من قبيل التجارة الحرة والتعددية.
- وفي اجتماع بنك التنمية الجديد، وصف رئيس البرازيل التعددية بأنها تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب العالمية الثانية.
- أكدت الصين استعدادها لتعزيز الشراكة الاستراتيجية ودعم التعددية خلال تصريحات رسمية، مع إعلان توجهها للعمل مع الدول الأعضاء في ذلك.
تحديات التوسع وانقسامات الأعضاء
- توسع المجموعة ليشمل دولًا جديدة، مثل مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا، زاد من تمثيلها العالمي لكنه أزال بعض تماسك المجموعة.
- يشير خبراء إلى أن غياب خطة واضحة وأجندة موحدة قد يحد من التأثير السياسي والجيوسياسي لبريكس على المدى الطويل.
- تنقسم مواقف الأعضاء حول قضايا مهمة، خاصةً إشارة الحرب، حيث تعارض روسيا والصين إدراج أي إشارة بهذه الخصوص، بينما تدعو مصر إلى دعم السلام والأمن في الشرق الأوسط.
تأثير السياسات الأمريكية والتحديات المالية
- شهدت التجارة بين دول بريكس نمواً ملحوظاً، لكن تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية على الدول التي تبتعد عن الدولار، أدت إلى تطوير أنظمة دفع محلية.
- رغم ذلك، نفت المسؤولية البرازيلية فرض التفكير بتخلي الدول عن الدولار، وأكدت على أهمية العلاقة الاقتصادية مع الولايات المتحدة.
- ارتفعت قيمة التجارة بين الأعضاء بنسبة 40% بين عامي 2021 و2024، محققة حوالي 740 مليار دولار سنوياً.
آفاق التعاون في قضايا المناخ والمواضيع الاقتصادية العالمية
- تبدي بريكس تفاؤلاً بشأن إقامة آليات لتمويل المناخ، خاصةً بعد انسحاب ترمب من اتفاق باريس، مع التركيز على تعزيز الشراكة بين الأعضاء.
- تستمر الصين في لعب دور رئيسي، من خلال التعاون مع الدول الأخرى، وخاصةً في القضايا المرتبطة بالمناخ والبيئة، ساعيةً لتعزيز مكانتها كحليف موثوق مقارب للسياسات الأمريكية.
- يقترب قادة المجموعة من مناقشة مذكرات تفاهم وتحالفات تدعم التحديات العالمية، باحثين عن وحدة بالرغم من التحديات السياسية الداخلية والخارجية.
الانقسامات والفرص المستقبلية
- لا تزال هناك توترات من نوع الخلاف حول دعم ترشيح جنوب أفريقيا لمقعد دائم في مجلس الأمن، بالإضافة إلى التنافس بين الصين والهند على القيادة في المجموعة والجنوب العالمي.
- يرى بعض المراقبين أن مشاركة الزعماء الكبار ستظل محدودة، خاصة غياب شي جين بينغ عن قمة بريكس، رغم زياراته الرسمية السابقة وإعلانه المشاركة في فعاليات مستقبلية.
- مع ذلك، فإن بريكس تسعى لتثبيت مكانتها كقوة فاعلة، مع استغلال الظروف العالمية والتحديات الاقتصادية والجيوسياسية، مع التركيز على الوحدة والتنسيق لتعزيز نفوذها.