صحة

نجاح طباعة “جزر بنكرياسية” قد يفتح آفاقًا جديدة لعلاج مرض السكري

ابتكار علمي جديد قد يُحدث ثورة في معالجة مرض السكري من النوع الأول

تمكن فريق دولي من العلماء من تحقيق إنجاز علمي هام عبر استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لطباعة جزر بنكرياسية بشرية وظيفية، ما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج مرض السكري من النوع الأول بشكل أكثر فاعلية وأماناً.

مقدمة عن مرض السكري من النوع الأول

يعرف هذا المرض بأنه مرض مزمن ناتج عن اضطراب في جهاز المناعة، حيث يقوم الجهاز بمهاجمة وتدمير الخلايا المنتجة للأنسولين، المعروفة باسم “الجزر” في البنكرياس. ونتيجة لذلك، يعاني المرضى من نقص حاد في إنتاج الأنسولين، مما يستدعي حقناته بشكل يومي لتنظيم مستويات السكر في الدم.

جهود سابقة وعقبات أمام العلاج

  • السعي لاستبدال الجزر بواسطة الزرع، لثبيت وظيفة البنكرياس.
  • واجه العلماء تحديات كبيرة، منها فقدان الخلايا وصعوبة الحفاظ على وظيفتها على المدى الطويل.

الابتكار الجديد والتقنية المستخدمة

استخدم الباحثون “حبر بيولوجي” يتكون من مادة الألجينات المستخلصة من الطحالب، بالإضافة إلى نسيج بنكرياسي بشري منزوع الخلايا. وتمكن هذا الخليط من طباعة جزر بنكرياسية عالية الكثافة، محافظة على حيويتها وقدرتها على الاستجابة للسكر وإفراز الأنسولين بشكل فعال مدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.

ميزات الجزر المطبوعة وطريقة الزرع

  • تصميمها ليتم زرعها تحت الجلد، بدلاً من داخل الكبد، مما يقلل من فقدان الخلايا ويعد أكثر أماناً وأقل توغلاً.
  • توفير بيئة تحاكي البيئة الطبيعية للبنكرياس، دعم توزيع الأكسجين والمغذيات بشكل جيد، مما يعزز بقاء الخلايا ونشاطها بعد الزرع.
  • تقنيات الطباعة المُحسنة، مثل تقليل الضغط وخفض سرعة الطباعة، ساعدت على حماية الخلايا والحفاظ على شكلها الطبيعي.

نتائج واعدة من الدراسات التجريبية

تشير النتائج إلى أن أكثر من 90% من الخلايا بقيت حية بعد عملية الطباعة، وأظهرت استجابة محسنة لمستويات السكر في الدم، مع إفراز دقيق للأنسولين. كما أن الهياكل المطبوعة حافظت على بنيتها دون تكتل أو انهيار بعد 21 يوماً من الزرع، مع تصميم مسامي يُسهل تدفق الأكسجين والمغذيات، مما يعزز صحة الخلايا ويشجع على تشكل الأوعية الدموية.

آفاق المستقبل والتحديات المقبلة

  • تجارب حالياً تُجرى على نماذج حيوانية لاختبار فعالية وسلامة الجزر المطبوعة.
  • العمل على تطوير تقنيات التجميد والتخزين، مما يسهل توزيع هذه الهياكل على نطاق عالمي.
  • البحث جارٍ لاستخدام مصادر خلوية بديلة، مثل الخلايا الجذعية أو خلايا من الخنازير، لتجاوز نقص المتبرعين.

مستقبل واعد يلوح في الأفق

على الرغم من أن هذا العلاج لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن العلماء يرون فيه احتمالاً كبيراً لإحداث نقلة نوعية في علاج مرض السكري من النوع الأول، مع إمكانية تقليل الاعتماد على الحقن اليومي للأنسولين وتحسين جودة حياة المرضى. وإذا أثبتت نتائج التجارب السريرية فعاليتها، فمن المتوقع أن تُحدث هذه التقنية تغييرات جذرية في المجال الطبي، وتكون مصدر أمل لملايين المصابين حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى