المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.. الصين تقترب من تحطيم سيطرة الولايات المتحدة

تنافس عالمي متصاعد في سوق الذكاء الاصطناعي بين الصين والولايات المتحدة
يتسارع السباق العالمي للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق، مع توجه كل من الصين والولايات المتحدة نحو تعزيز مكانتهما في هذا المجال الحيوي. حيث تقوم الشركات الأمريكية بتطوير نماذج خاصة وفرض رسوم على استخدامها، بينما توسع الشركات الصينية نفوذها من خلال برامج مفتوحة المصدر سهلة التوزيع، مع تحسين التقنيات وتقوية البنية التحتية المحلية عبر استراتيجيات طويلة الأمد.
تقدم الصين في ميدان الذكاء الاصطناعي
- حققت الصين تقدماً كبيراً في مجال التكنولوجيا، متحدية الهيمنة الأمريكية من خلال روبوتات الدردشة المستندة على الذكاء الاصطناعي، مثل DeepSeek، وابتكارات مثل الطائرات المسيرة لتوصيل الطعام.
- تركيز الشركات الصينية على تطوير تقنيات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مع الحفاظ على وجود قوي في مجالات الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر والبنية التحتية السحابية وأنظمة البيانات الدولية.
- تتيح هذه الاستراتيجيات للصين الوصول بأسعار منخفضة ودون قيود إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز انتشارها في الأسواق الناشئة ويسهل نفوذها في مختلف البلدان.
انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية عالمياً
مثلما بدأت العديد من المؤسسات في أوروبا، الشرق الأوسط، إفريقيا، وآسيا باستخدام نماذج لغوية ضخمة من تصميم شركات صينية، مثل شركة DeepSeek وعمالقة التجارة الإلكترونية، للبدائل عن المنتجات الأميركية الشهيرة. كما بدأت البنوك وشركات النفط في اختبار وتبني هذه النماذج، مما يدل على تزايد الاعتماد على التقنية الصينية في مجالات متعددة.
الساحة التكنولوجية وتشكيل قواعد السباق
- تصنف السلطات الأمريكية سباق الذكاء الاصطناعي حالياً على أنه “حرب تكنولوجية باردة”، حيث تتواصل التحديات في مواجهة تقدم الصين، التي تسيطر على أكثر من 70% من طلبات براءات الاختراع العالمية في هذا القطاع.
- تُعقد جلسات استماع وتوقيع اتفاقات لتعزيز البنية التحتية والتعاون مع الحلفاء الإقليميين، في محاولة من الولايات المتحدة للحفاظ على تفوقها وتحييد النفوذ الصيني المتزايد.
التحديات والفرص في المستقبل
- ترى العديد من الدراسات أن المنافسة الحالية ستتحول إلى “حرب باردة تكنولوجية”، حيث ستحدد التحالفات التكنولوجية من سيكون هو من يفرض معاييره ويضع القواعد على النظام الرقمي العالمي.
- تسعى الصين إلى بناء منصة دولية للتعاون وإنتاج تقنيات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مع هدفها في تحقيق استقلال تام عن الخارج خلال السنوات الخمس القادمة.
- كما تتوقع بعض التحليلات أن يصل حجم السوق العالمي للروبوتات الشبيهة بالبشر إلى تريليونات الدولارات بحلول 2050، مع استخدام واسع النطاق لهذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات.
مصادر القوة واستراتيجيات التنافس
- يعتمد نجاح الصين بشكل رئيسي على البيانات الضخمة، إمدادات الطاقة، الاعتماد على التقدم في تصنيع الرقائق، وامتلاكها للكوادر العلمية والمواهب الفنية، حيث تستثمر بكثافة في تطويرها.
- كما تفرض قوانين الرقابة على البيانات، ما يمنحها ميزة في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة، مع ترسيخ هيمنتها على الأسواق الناشئة.
- وفي المقابل، يركز الجانب الأمريكي على الابتكار والتعاون الدولي، مع ضرورة تعزيز القدرات التكنولوجية وتوسيع عمليات البحث والتطوير.
مخاطر المستقبل وآفاق التعاون والتحدي
في ظل تصاعد التنافس، يبدو أن احتمالات انهيار التعاون بين البلدين في مجالات السلامة والأمان آخذة في الارتفاع، مما قد يعطل القدرات العالمية على مواجهة التحديات الأمنية والجيوسياسية التي تنجم عن الذكاء الاصطناعي غير المقيد. وبينما تتجه الصين نحو الاكتفاء الذاتي وتطوير تقنيات أقل كلفة وأكثر كفاءة، يبقى مستقبل هذا المجال مرهوناً بكيفية إدارة هذا الصراع التكنولوجي ودوره في تشكيل النظام العالمي القادم.