نجاح قريب من التحقيق: زراعة كلى الخنازير في البشر

تقدم علمي في مجال زرع الأعضاء من الخنازير وتفاعل الجهاز المناعي
تمكن باحثون من رسم خرائط تفصيلية لكيفية تفاعل الخلايا المناعية البشرية مع أنسجة كلى الخنازير المزروعة، باستخدام تقنيات تصوير جزيئي مكاني حديثة. يعد هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو التغلب على أحد أكبر التحديات في زراعة الأعضاء، وهو رفض الجهاز المناعي للعضو المزروع.
الاستجابة المناعية لزرع الكلى من الخنازير إلى البشر
حدد الباحثون علامات جزيئية مبكرة وحاسمة لرفض الأعضاء، حيث ظهرت خلال عشرة أيام من الزرع، وبلغت ذروتها بعد ثلاثين يوماً. وبهذا، يمكن تحديد نافذة زمنية دقيقة للتدخل العلاجي المستهدف بهدف تثبيط الرفض وتحسين فرص استمرارية العضو المزروع.
آليات رفض الأعضاء المزروعة
- الرفض بوساطة الخلايا التائية: تتعرف الخلايا التائية على المستضدات الغريبة وتهاجم الأنسجة، مسببة تلفاً في العضو.
- الرفض بوساطة الأجسام المضادة: تتشكل أجسام مضادة ضد مستضدات المتبرع، وتلتصق بالبنية الوعائية للعضو، مما ينشط الجهاز المناعي ويؤدي إلى تلفه.
التقدم في تجارب زرع كلى الخنازير
بدأت تجارب سريرية محورية في الولايات المتحدة باستخدام كلى خنازير معدلة وراثياً، حيث تم تعديلها بعشرة تغييرات جينية لتحسين التوافق مع الجهاز المناعي البشري. على سبيل المثال، تضيف التعديلات جينات بشرية وتعطل جينات قد تثير رفضاً مناعياً.
حالات زرع ناجحة وتحديات مستقبلية
- ريتشارد سلايمان: أول من تلقى كلية خنزير معدلة وراثياً في مارس 2024، واستمرت الكلية في أداء وظيفتها بشكل جيد لمدة شهرين تقريباً قبل أن تتوفى الحالة، مع استمرار الدليل على إمكانية الحفاظ على وظيفة دائمة.
- تووانا لوني: تلقت كلية خنزير معدلة وراثياً في نوفمبر 2024، وعاشت لمدة 130 يوماً قبل أن يتم إزالتها بسبب رفض حاد.
تفاعل الجهاز المناعي بين الإنسان والأعضاء المزروعة
توفر الدراسة أحدث خريطة لتفاعل الجهاز المناعي، حيث أظهرت تحديد أن خلايا البلعمية الكبيرة (الماكروفاج) والخلايا النخاعية تلعب دوراً بارزاً في عمليات الرفض. مع إمكانية تطوير تدخلات علاجية موجهة لضبط هذا التفاعل وتقليل احتمالية رفض العضو.
نقص الأعضاء العالمي والاستفادة من الأعضاء المعدلة وراثياً
- في الولايات المتحدة، ينتظر أكثر من 100 ألف شخص عمليات زرع أعضاء، ومعظمهم من مرضى الكلى.
- على الصعيد العالمي، أُجرى حوالي 172 ألف عملية زرع في 2023، رغم أن هذا يشكل أقل من 10% من الطلب الحقيقي.
- في عام 2024، رغم زيادة عمليات الزرع، لا تزال هناك حاجة ملحة للأعضاء، وتوفي العديد من المرضى أثناء الانتظار.
آفاق تحسين العلاجات المناعية وتطوير الزرع المستدام
يشير الباحثون إلى أن فهم التفاعل المناعي على المستوى الجزيئي يمهد لتصميم تدخلات مخصصة لمنع رفض الأعضاء، مع توقع أن يصبح زرع الكلى من الخنازير خياراً علاجياً روتينياً خلال عقد من الزمن، مما قد يغير مستقبل زراعة الأعضاء بشكل جذري.