صحة

نجاح طباعة “جزر بنكرياسية”.. خطوة محتملة نحو علاج مرض السكري

ابتكار ثوري في علاج مرض السكري باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد

تمكن فريق دولي من العلماء من تطوير تقنية حديثة لطباعة جزر بنكرياسية بشرية وظيفية باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يفتح أبواباً جديدة لعلاج مرض السكري من النوع الأول بشكل فعال وأقل تدخلًا.

مفهوم المرض والتحديات الحالية

  • مرض السكري من النوع الأول هو مرض مزمن ناتج عن هجمات جهاز المناعة على خلايا الجزر البنكرياسية المنتجة للأنسولين، مما يؤدي إلى فقدانها.
  • يعتمد المرضى على الحقن اليومي للأنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم، بسبب عدم قدرة البنكرياس على إنتاجه بشكل طبيعي.
  • عقود من البحث سعت إلى استبدال هذه الجزر عن طريق الزرع، ولكن واجهت تحديات تتعلق بفقدان الخلايا وصعوبة بقاءها على قيد الحياة على المدى الطويل.

التقنية الجديدة والطريقة المستخدمة

  • استخدم العلماء «حبر بيولوجي» مكون من الألجينات، وهو مادة طبيعية مستخلصة من الطحالب، مع نسيج بنكرياسي بشري منزوع الخلايا، لطباعتها.
  • تمكن الفريق من طباعة جزر بنكرياسية عالية الكثافة، قادرة على البقاء حية ونشطة لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، مع الحفاظ على قدرتها على الاستجابة لمستويات السكر وإفراز الأنسولين بكفاءة.

مزايا العملية الجديدة

  • تُزرع الجزر المطبوعة تحت الجلد بدلاً من داخل الكبد، مما يقلل من مخاطر فقدان الخلايا ويجعل العملية أقل توغلاً وأهم من ناحية الراحة والأمان للمرضى.
  • تتم عملية الزرع بسهولة باستخدام تخدير موضعي وشق صغير، مع تصميم يضع في الاعتبار إعادة إنشاء بيئة طبيعية للبنكرياس.
  • التصميم المسامي للهياكل يسمح بتدفق الأكسجين والغذاء، ما يعزز صحة الخلايا ويدعم تشكيل الأوعية الدموية اللازمة لبقائها.

نتائج التجارب والتطورات المستقبلية

  • أظهرت التجارب أن أكثر من 90% من الخلايا ظلت حية بعد الطباعة، مع استجابة أفضل لمستويات الجلوكوز وإفراز أنسولين أكثر دقة.
  • بعد 21 يوماً، حافظت الجزر على بنيتها دون تكتل أو انهيار، وهو إنجاز مهم مقارنة مع المحاولات السابقة.
  • تصميم الجزر المسامي ساعد على تعزيز صحتها ودعم نمو الأوعية الدموية، مما يساهم في زيادة فرص نجاح الزرع.

الآفاق والتحديات المستقبلية

  • يعمل الباحثون حالياً على اختبار هذه الجزر في نماذج حيوانية، بالإضافة إلى استكشاف تقنيات التجميد التي قد تساعد في تخزينها وتوزيعها عالمياً.
  • كما يتم النظر في استخدام مصادر بديلة للخلايا، مثل الخلايا الجذعية أو خلايا من الخنازير، بهدف تجاوز نقص المتبرعين.

بالرغم من أن هذا العلاج لايزال في مراحله التجريبية، إلا أنه يمثل نقطة تحول مهمة قد تغيّر مستقبل علاج السكري، خاصة إذا أثبتت التجارب السريرية فعاليتها، الأمر الذي قد يمنح حياة جديدة للملايين حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى