صحة

العلاج الكهربائي للدماغ قد يقلل من خطر الانتحار لدى المصابين بالاكتئاب

نتائج بحث حديثة تعيد تشكيل مفهوم علاج الاكتئاب الشديد باستخدام الصدمات الكهربائية

كشفت مراجعة علمية حديثة عن نتائج قد تُغير بشكل جذري فهمنا لكفاءة العلاج بالتخليج الكهربائي (الصدمات الكربائية) في علاج المصابين بالاكتئاب الشديد، حيث أظهرت الدراسات أن هذا العلاج يقلل من خطر الانتحار بشكل كبير مقارنة بالعلاجات التقليدية.

محتوى المراجعة وأهميتها

  • نُشرت في دورية Neuroscience Applied، وتُعد الأولى التي تجمع وتُحلل بشكل منهجي الأدلة الحديثة حول هذا الموضوع.
  • ركزت على تقييم تأثير ثلاثة أنواع من العلاجات العصبية على الأفكار والسلوكيات الانتحارية: التخليج الكهربائي، التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة، وتحفيز العصب المبهم.

ما هو العلاج بالتخليج الكهربائي؟

هو إجراء طبي يُستخدم لعلاج الاكتئاب الشديد واضطرابات نفسية أخرى، من خلال تمرير تيارات كهربائية قصيرة ومنضبطة إلى الدماغ لتحفيز نوبة صرعية مؤقتة، مما يُحدث تغييرات في كيمياء الدماغ تساعد على تحسين المزاج وتخفيف الأعراض. يُجرى هذا العلاج عادة تحت التخدير العام وتحت إشراف فريق طبي متخصص.

النتائج والإحصائيات الرئيسية

  • تم تحليل بيانات 11 دراسة شملت حوالي 17,890 مريضًا تلقوا العلاج بالتخليج، مقارنة مع 25,367 مريضًا تلقوا علاجًا تقليديًا.
  • سُجلت في المجموعة التي تلقت التخليج الكهربائي 208 حالات انتحار، مقابل 988 حالة في المجموعة التقليدية.
  • أما عن الوفيات بسبب جميع الأسباب، فكانت 511 في مجموعة العلاج بالتخليج، مقابل 1325 في المجموعة الأخرى.

وأسفرت النتائج عن انخفاض بنسبة 34% في خطر الانتحار و30% في خطر الوفاة العامة بين من خضعوا للعلاج بالتخليج الكهربائي.

فوائد وأثر العلاج بالتخليج الكهربائي على الصحة العامة

تشير النتائج إلى أن فوائد هذا العلاج تتجاوز تحسين الحالة النفسية، وتساهم في تعزيز فرص البقاء على قيد الحياة بشكل عام. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن هذا التأثير ربما يعود لاختيارات انتقائية للمرضى أو عوامل أخرى، وليس مباشرة إلى العلاج نفسه.

تطور الأبحاث وحديثة العلاج

  • يُعزى تحسن نتائج الدراسات الحديثة إلى تطور تقنيات العلاج، إذ أن العلاج اليوم أكثر فاعلية مما كان عليه سابقًا، مما قد يُعزز نسبة تقليل خطر الانتحار إلى أكثر من 34% في الممارسات الحديثة.
  • مع ذلك، فإن معظم الدراسات كانت ملاحظية، وهو ما يُقلل من قوة الأدلة، خاصة مع محدودية الدراسات على مدى طويل.

العلاجات العصبية الأخرى ونتائجها

  • بالنسبة للتحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة، كانت النتائج أكثر حذرًا، مع محدودية في البيانات وعدم إثبات فعاليته بشكل قاطع حتى الآن.
  • أما تحفيز العصب المبهم، فقد أظهر انخفاضاً كبيراً في معدلات الوفيات، لكن قلة عدد الدراسات تعيق التعميم الكامل لهذه النتائج.

يُزرع جهاز صغير تحت الجلد في منطقة الصدر لإرسال نبضات كهربائية مستمرة إلى العصب المبهم، مما يساعد على تعديل النشاط العصبي المرتبط بالاكتئاب.

آفاق مستقبلية وتحديات التطبيق

  • تُعد هذه الدراسة تطورًا مهمًا في فهم إمكانيات العلاج بالتخليج الكهربائي، خاصة مع اعتراف الهيئات الطبية العالمية بسلامته وفعاليته عند الاستخدام السليم.
  • تُبرز النتائج أهمية زيادة الوعي وتوفير هذا العلاج بشكل عادل في مختلف النظم الصحية، خاصة في الدول ذات الموارد المحدودة.
  • ومع ذلك، هناك تساؤلات حول الآثار الجانبية المحتملة مثل فقدان الذاكرة المؤقت أو الارتباك، والتي تحتاج لمزيد من الدراسات لتقييمها بشكل أدق.

ختام وتحديات المستقبل

رغم التفاؤل، تبقى هناك أسئلة كثيرة تثيرها نتائج الدراسات الحديثة، منها كيفية ضمان الاستخدام العادل والآمن للعلاج، وملاءمته للنظم الصحية في جميع الدول. ومع استمرار التطور، يُنتظر أن تتضح الصورة أكثر حول فعاليته وتطبيقاته في علاج الاكتئاب المقاوم للمزيد من العلاجات التقليدية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى