صحة
نجاح زراعة “كلية الخنزير” في البشر يقترب أكثر مما نتصور

تقدم جديد في فهم التفاعل المناعي لزرع الأعضاء من الخنازير للبشر
تمكن باحثون من رسم خرائط تفصيلية لآليات تفاعل الخلايا المناعية البشرية مع أنسجة كلى الخنازير المزروعة، باستخدام تقنيات تصوير جزيئي مكاني متطورة. يأتي هذا الإنجاز كخطوة مهمة نحو تجاوز التحديات المرتبطة برفض الجهاز المناعي للعضو المزروع، خاصة في سياق استخدام الأعضاء المعدلة وراثياً كحلول طويلة الأمد.
تفاصيل الدراسة والنتائج الأساسية
- حدد الباحثون على وجه الدقة الاستجابة المناعية لعمليات زرع الكلى من الخنازير إلى البشر، مع تحديد علامات جزيئية مبكرة تسبق ظهور الرفض الحاد.
- ظهرت علامات مبكرة للرفض في اليوم العاشر بعد الزرع، وبلغت ذروتها في اليوم الثلاثين، مما يحدد نافذة زمنية حاسمة للتدخل العلاجي.
- استمر رصد الاستجابات المناعية لمدة 61 يوماً، مما أتاح تحديد “نافذة زمنية حرجة” يمكن خلالها التدخل لتثبيط الرفض وزيادة فرص بقاء العضو المزروع.
آليات الرفض المناعي وأهميتها
- الرفض بواسطة الخلايا التائية، حيث تتعرف على المستضدات الغريبة وتتلف الأنسجة المزروعة.
- الرفض بوساطة الأجسام المضادة، حيث تتكون أجسام مضادة ضد مستضدات المتبرع وتؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في العضو المزروع.
التحديات في مجال زراعة الأعضاء من الخنازير
- النقص العالمي الحاد في الأعضاء البشرية، مع وجود أكثر من 100 ألف شخص في قائمة الانتظار في الولايات المتحدة وحدها، وغالبية هؤلاء من مرضى الكلى.
- ارتفاع معدلات الوفيات أثناء الانتظار، حيث يتوفى حوالي 13 شخصاً يومياً في الولايات المتحدة خلال انتظارهم للزرع.
التجارب السريرية والتعديلات الوراثية
- تمت أول عملية زرع كلية خنزير معدلة وراثياً في مستشفى ماساتشوستس عام 2024، وقدم المريض وظيفة جيدة للكلية لمدة شهرين تقريبا.
- وفي ذات العام، تلقت امرأة أخرى كلية معدلة وراثياً، واستمرت في العيش لمدة 130 يوماً قبل رفضها.
- تتضمن التعديلات الوراثية إضافة جينات بشرية وتعطيل أخرى، بهدف تقليل احتمالية الرفض وتحسين التوافق بين الأعضاء والخلايا البشرية.
الأمل في المستقبل والتحديات القادمة
- توفر الدراسة خريطة دقيقة للتفاعل المناعي، مما يمهد الطريق لإرساء بروتوكولات علاجية موجهة للحد من الرفض المناعي في عمليات الزرع المستقبلة.
- تُعد زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً خياراً واعداً لضمان تلبية الطلب المتزايد على الأعضاء، خاصة مع استمرار نقص التبرعات.
- لا تزال هناك حاجة لسنوات من التجارب السريرية لضمان سلامة وفعالية هذه العمليات، بالإضافة إلى الحاجة لتطوير بروتوكولات تنظيمية صارمة.
ختام
يُعَد هذا التقدم خطوة مهمة نحو جعل زراعة الأعضاء من الخنازير خياراً فعالاً ومستداماً، مع إمكانية تقليل الوفيات الناتجة عن نقص الأعضاء وتحقيق نتائج أفضل للمرضى، وذلك عبر تحسين فهم التفاعل المناعي وتطوير علاجات موجهة أكثر دقة.