نجاح زراعة “كلى الخنازير” في البشر يقترب أكثر مما نتصور

أحدث التطورات في فهم وتفاعل الجهاز المناعي مع الأعضاء المزروعة من الخنازير
تمكن فريق من الباحثين من رسم خرائط تفصيلية لكيفية تفاعل خلايا الجهاز المناعي البشري مع أنسجة كلى الخنازير المزروعة، وذلك باستخدام تقنيات تصوير جزيئي مكاني متطورة. يُعد هذا إنجازاً هاماً في مسيرة تطوير زراعة الأعضاء من الخنازير، وذلك بهدف التغلب على تحدي الرفض المناعي وزيادة توافر الأعضاء المزروعة لملايين المرضى حول العالم.
التفاعل المناعي في عمليات زرع الكلى من الخنازير للبشر
- تحديد استجابة الأجسام المضادة المبكرة، والتي ظهرت في اليوم العاشر بعد الزرع، وبلغت ذروتها بعد 33 يوماً.
- متابعة الاستجابات المناعية لمدة تزيد عن 60 يوماً، مما أتاح تحديد نوتة زمنية حرجة للتدخل العلاجي لوقف أو تقليل رفض الأعضاء.
آليات الرفض المناعي
- الرفض الخلوي: حيث تتعرف خلايا اللمفاوية التائية على المستضدات الغريبة وتهاجم الأنسجة.
- الرفض بواسطة الأجسام المضادة: حيث تتكون أجسام مضادة ضد مستضدات العضو المزروع، وتسبب تلف الأوعية الدموية والتهابات شديدة.
التقنيات والتعديلات الجينية لتقليل الرفض
تُجرى حالياً تجارب لزرع كلى من خنازير معدلة وراثياً، حيث تم إجراء عشر تعديلات جينية تشمل إضافة جينات بشرية وتعطيل جينات خنزيرية تساعد في تقليل احتمال رفض الأعضاء. من أهم الإنجازات:
- زرع أول كلية من خنزير معدل وراثياً لرجل يعاني من الفشل الكلوي في مستشفى ماساتشوستس، والتي استمرت وظيفة الكلية بشكل جيد لمدة شهرين رغم وفاة المريض لاحقاً لأسباب غير متعلقة بالزرع.
- زرع كلية خنزير معدل وراثياً لمريضة أخرى، والتي عملت لمدة 130 يوماً قبل أن تُزال بسبب رفض حاد.
الخريطة المناعية للتفاعل بين الإنسان والخلايا المزروعة
توفير خريطة دقيقة لتفاعل الجهاز المناعي، من خلال تحديد أنماط تعبير الجينات وسلوك الخلايا المناعية، خاصة خلايا البلعمية الكبيرة والخلايا النخاعية، التي كانت الأكثر انتشاراً في عمليات الرفض، مما يعزز إمكانية تطوير علاجات موجهة لوقف التفاعل المناعي الضار في مراحله المبكرة.
الآفاق المستقبلية وتحديات نقص الأعضاء
على الرغم من التحديات، يمثل استخدام الخنازير المعدلة وراثياً حلاً واعداً لسد الفجوة الحالية في توافر الأعضاء، حيث تعاني العديد من الدول من نقص حاد في المتبرعين. وتُقدر أن ملايين المرضى ينتظرون عمليات زرع، وتُظهر البيانات أن التقدم في هذا المجال يسير بشكل ملحوظ لكنه يحتاج إلى المزيد من الأبحاث والاختبارات لضمان السلامة والأمان التنظيمي.
اتجاهات تطوير العلاجات وتحسين التوافق المناعي
- التركيز على تحسين التعديلات الوراثية في الخنازير لتقليل احتمالية الرفض بشكل أكبر.
- تطوير بروتوكولات إنذار مبكر للكشف عن علامات الرفض قبل حدوث تلف في العضو.
- إجراء دراسات موسعة لضمان سلامة ونجاح عمليات الزراعة على المدى الطويل، مع توقع أن يفتح ذلك المجال أمام اعتماد زراعة أعضاء الخنازير بشكل روتيني خلال السنوات القادمة.
وفي النهاية، يُعد فهم التفاعل المناعي خطوة أساسية نحو جعل زراعة الأعضاء من الخنازير خياراً علاجياً دائماً، مما قد يغير مستقبل زراعة الأعضاء ويخفف من معاناة آلاف المرضى الذين ينتظرون باستمرار فرصتهم في الحياة.