اخبار سياسية
تقرير: اعتراض اتصالات إيرانية يقلل من تأثير هجوم الولايات المتحدة على المنشآت النووية

تصاعد التوترات في الملف النووي الإيراني: معلومات ومواقف متباينة
شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعداً في الجدل حول مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني، بعد تداول تقارير صحفية ومعلومات استخباراتية سرية تفيد بوجود عمليات اعتراض للمحادثات الإيرانية التي تقلل من حجم الأضرار التي سببها الهجمات الأمريكية على منشآت النووي الإيراني، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات والمخاوف بشأن فعالية الضربات وإمكانية إعادة بناء البرنامج.
تحليل للمعلومات الاستخبارية وتقارير الإعلام
- أشارت مصادر داخل الحكومة الأمريكية إلى أن الاتصالات الإيرانية المعترَضة أظهرت مناقشات تقلل من حجم الأضرار التي خلفتها العمليات العسكرية الأمريكية، وهو ما يعكس شكوكاً حول مدى صدق المسؤولين الإيرانيين في تقييم وضع منشآتهم النووية.
- تسريب تقييم أمني من وكالة مخابرات الدفاع أشار إلى أن الضربات ربما أجلت البرنامج النووي بضعة أشهر فقط، بدلاً من سنوات كما ادعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أكد أن العملية أودت بالكامل ببرنامج إيران النووي.
- صحيفة “واشنطن بوست” نقلت عن مسؤولين لم تُكشف أسماؤهم أن الاتصالات التي تم اعتراضها تتضمن تساؤلات حول أسباب عدم تدمير الهجمات للمنشآت بشكل شامل وواسع النطاق كما توقع الإيرانيون، مما يعكس تعقيد الصورة الاستخباراتية.
ردود الأفعال الرسمية والتحليلات
- قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن فكرة أن مسؤولين إيرانيين يملكون تصوراً دقيقاً عن حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية أمر سخيف، وأكدت أن البرنامج النووي الإيراني قد انتهى بالفعل وفق المعلومات الرسمية.
- المحللون يُجمعون على أن الضربات الأمريكية كانت قوية، باستخدام أسلحة خارقة للتحصينات وصواريخ كروز، وألحقت أضراراً كبيرة بمواقع في فوردو ونطنز وأصفهان، إلا أن مدى الضرر ومدة التعافي يبقى محل نقاش، خاصة مع نقل إيران لمخزون اليورانيوم عالي التخصيب إلى أماكن آمنة.
- مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جون راتكليف، أكد خلال إحاطة سرية أن العديد من المواقع النووية تم تدميرها بالكامل، وأن عملية إعادة البناء ستستغرق سنوات، مع الإشارة إلى أن تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية قبل العمليات يظهر أن إعادة بناءها لن يكون سهلاً.
التحليلات الدولية والتقييمات المختلطة
- رأى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني كان كبيراً، إلا أنه أكد أن بعض المنشآت لا تزال قائمة، وأن إيران لا تزال تمتلك قدرات لتخصيب اليورانيوم ومعالجة المعادن.
- مخاوف المنتقدين من استخدام القوة العسكرية تكمن في أن ذلك قد يعقّد فرص التفاوض الدبلوماسي ويُسرع من سعي إيران لتطوير سلاح نووي، خاصة أن الاستخبارات الأمريكية كانت قد أكدت أن إيران كانت تعمل على تسريع البرنامج في حال اتخاذ قرار بالتصنيع النووي.
مواقف الأسوق والسياسات المتغيرة
- رغم الإحاطات السرية، لا تزال هناك خلافات داخل الكونجرس الأمريكي حول مدى فعالية الضربات، إذ يرى بعض المشرعين أن البرنامج لم يُدمر بالكامل وأن إيران قد تمتلك قدرات لم تتأثر بشكل كامل.
- أصدر الرئيس الأمريكي تصريحات تشير إلى أن الضربات أعاقت البرنامج لسنوات، بينما أكد آخرون أن الطابع السري للعملية وآثارها غير محسومة، وأن فرص التفاوض لا تزال قائمة، مع أن بعض المسؤولين يرون أن فرصة التوصل لاتفاق دبلوماسي قد تتأثر سلباً.
أراء ومواقف دولية ومخاوف مستقبلية
- رأى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الضرر كان كبيراً ولكن بعض المنشآت لا تزال قائمة، وهناك قلق من أن ذلك لن يمنع إيران من السعي لامتلاك سلاح نووي، خاصة مع استمرار قدراتها في التخصيب.
- على الصعيد السياسي، أكد المرشد الإيراني أن الضربات لم تحقق نتائج حاسمة، واعتبر أن الهجمات كانت مسبوقة بنقص كبير في الأضرار، مؤكدًا أن إيران ستواصل تقييم وضع برنامجها النووي وفقاً للواقع الجديد.
الخلاصة
في ظل تعدد التقارير والتقييمات، يظل المشهد معقداً، مع أهمية توخي الحذر عند الاعتماد على المصادر الاعتيادية، خاصة وأن الموقف الدولي يواجه تحدياً كبيراً في معالجة نتائج العمليات العسكرية والتداعيات المحتملة على الأمن الإقليمي والدولي.