صحة

نجاح زراعة “كلى الخنازير” في البشر يقترب أكثر مما نتصور

تقدم جديد في فهم وتطوير زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً

شهدت الأبحاث الحديثة تطوراً هاماً في مجال زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً، مما يفتح الآفاق أمام حلول مبتكرة للتصدي لنقص الأعضاء البشرية وزيادة فرص إنقاذ حياة المرضى. قامت مجموعة من الباحثين برسم خرائط دقيقة لكيفية تفاعل الخلايا المناعية مع أنسجة الكلى المزروعة، وهو ما يمهد الطريق لتطوير استراتيجيات فعالة لتقليل رفض الأعضاء وتحسين نتائج الزرع.

مراحل الكشف المبكر عن الاستجابة المناعية

  • استخدام تقنيات تصوير جزيئي متطورة لتحديد علامات الرفض المبكرة.
  • تحديد أنماط تعبير الجينات وسلوك الخلايا المناعية في الجسم المضيف.
  • مراقبة تفاعل الجهاز المناعي لمدة 61 يوماً بعد الزرع لتحديد نافذة زمنية مهمة للتدخل العلاجي.

آليات رفض الأعضاء المزروعة

تتضمن عملية الرفض آليتين رئيسيتين:

  • الرفض بوساطة الخلايا التائية: تتعرف الخلايا اللمفاوية التائية على المستضدات الغريبة على الأنسجة المزروعة وتهاجمها.
  • الرفض بوساطة الأجسام المضادة: تتكون أجسام مضادة ضد المستضدات، وتلتصق ببطانة الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تلف العضو.

تطورات في تجارب زرع الكلى من الخنازير المعدلة وراثياً

  • تمت الموافقة على إجراء أولى التجارب السريرية في الولايات المتحدة خلال العام الحالي، باستخدام كلى خنازير معدلة وراثياً بعشرة تعديلات جينية، تشمل إضافة جينات بشرية وتعطيل أخرى لتقليل فرصة رفض الأعضاء.
  • نجحت تجربة الزراعة الأولى في الحفاظ على وظيفة الكلية لمدة شهرين، رغم وفاة المريض لاحقاً، مما يدل على إمكانية الحفاظ على وظائف الأعضاء المزروعة لأمد طويل.
  • تلقت مريضة أخرى كلية معدلة وراثياً لمدة 130 يوماً قبل أن يتم إزالتها بسبب رفض شديد، مما يسلط الضوء على أهمية تحسين التعديلات الجينية والعلاجات المناعية.

التفاعل المناعي بين الإنسان والأعضاء المزروعة

توفر الدراسة الجديدة أدق صورة حتى الآن لكيفية تفاعل الجهاز المناعي مع الأنسجة المزروعة من الخنازير، حيث بينت أن خلايا البلعم الكبيرة والخلايا النخاعية تلعب دوراً مركزياً في عمليات الرفض. يمكن لوضع تدخلات علاجية موجهة أن يقلل من استجابة الرفض، مما يعزز فرص نجاح الزرع.

التحديات والنقص العالمي في الأعضاء

على الرغم من التقدم في مجال الزراعة، إلا أن أزمة نقص الأعضاء تظل قائمة، مع انتظار عشرات الآلاف من المرضى لزرع أعضاء حيوانية، خاصة الكلى، في قوائم الانتظار. ففي الولايات المتحدة، يتوفى حوالي 13 شخصاً يومياً أثناء انتظارهم، ويمثل ذلك دافعاً رئيسياً لتطوير تقنيات زراعة الخنازير المعدلة وراثياً كحل مستدام.

آفاق المستقبل وتحقيق الأمانة العلمية

على الرغم من التحديات، تشير الدراسات الحالية إلى أن تجاوز عقبة الرفض المناعي يقترب من التحقق، مما يمهد الطريق لتبني الزراعة من الخنازير المعدلة وراثياً بشكل روتيني. يحتاج الأمر إلى سنوات من التجارب السريرية وإثباتات السلامة والفعالية، إلا أن أنظار العلماء تتجه نحو جعل هذا الحل خياراً علاجياً قياسياً خلال العقد القادم، للمساهمة في سد الفجوة الحادة في توفر الأعضاء البشرية وإنقاذ العديد من الأرواح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى