العلاج الكهربائي للدماغ قد يقلل من خطر الانتحار بين المصابين بالاكتئاب

اكتشافات حديثة تثير آمالاً جديدة في علاج الاكتئاب المقاوم
أظهرت مراجعة علمية شاملة أحدث نتائج تؤكد فعالية علاج التخليج الكهربائي في تقليل معدلات الانتحار بين مرضى الاكتئاب الشديد، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعامل مع اضطرابات نفسية معقدة.
نتائج الدراسة وأهميتها
- تمت مقارنة آثار ثلاث تقنيات علاجية عصبية على الأفكار والسلوكيات الانتحارية، شملت التخليج الكهربائي، والتحفيز المغناطيسي المتكرر، وتحفيز العصب المبهم.
- تم تحليل البيانات من 26 دراسة عالية الجودة تشمل ما يقارب 45 ألف مريض، من خلال تقييم نتائج علاج 17,890 مريضاً خضعوا للتخليج الكهربائي و25,367 تلقوا علاجات تقليدية.
- أظهرت النتائج انخفاضاً بنسبة 34% في خطر الانتحار، و30% في المعدل العام للوفيات بين المرضى الذين تلقوا العلاج بالتخليج الكهربائي، مقارنة بمجموعات الرعاية التقليدية.
مفهوم العلاج بالتخليج الكهربائي
هو إجراء طبي يتم خلاله تمرير تيارات كهربائية قصيرة ومضبوطة إلى الدماغ لتحفيز نوبات صرعية قصيرة، بهدف تعديل كيمياء المخ وتحسين الحالة المزاجية. يُجرى هذا العلاج عادة تحت التخدير العام وتحت إشراف فريق طبي متخصص، خاصةً عندما تفشل العلاجات التقليدية.
الآثار والفروق بين الأنواع العلاجية
- التخليج الكهربائي: أظهر فعالية كبيرة في الحد من الانتحار والوفيات، كما أن نتائجه قد تتطور مع تقدم الأبحاث الحديثة، التي توضح أن فوائدها قد تكون أكبر مما كان يُعتقد سابقاً.
- التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة: نتائج أكثر تحفظاً، مع أدلة محدودة على فعاليته في تقليل الأفكار الانتحارية.
- تحفيز العصب المبهم: أظهر انخفاضاً ملحوظاً في نسب الوفاة، لكن النتائج تحتاج إلى مزيد من الدراسة بسبب قلة عدد المشاركين.
فرص وتحديات العلاج المستقبلي
تُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تعزيز فهم إمكانيات العلاج بالتخليج الكهربائي، خاصة في ظل زيادة معدلات الاكتئاب والانتحار في العالم، متأثرةً بجائحة كورونا والضغوط الاجتماعية والصحية. ومع ذلك، تبقى هناك أسئلة مهمة تتعلق بضمان العدالة والأمان في تطبيق هذا العلاج، خاصة في الدول ذات الموارد المحدودة، بالإضافة إلى الحاجة لمزيد من الدراسات حول الآثار الجانبية المحتملة مثل فقدان الذاكرة المؤقت أو الارتباك.
ختام وتطلعات مستقبلية
رغم أن نتائج الدراسات تظهر مؤشرات إيجابية على فعالية التخليج الكهربائي، فإن الاعتراف بقيود الدراسات الحالية، ومنها الطابع الملاحظي وعدم وجود دراسات طويلة الأمد، يفرض علينا الحذر. مع ذلك، يظل الأمل قائماً في أن تساهم هذه التطورات العلمية في تحسين حياة ملايين المرضى، وتوسيع خيارات العلاج المتاحة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية معقدة.