محاولات أمريكية مكثفة للتوصل إلى اتفاق في غزة مع التركيز على ثلاثة تحديات رئيسية

جهود أميركية مكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
كشفت مصادر مطلعة على مجريات المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية أن الإدارة الأميركية تبذل جهودًا حثيثة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك استناداً إلى خطة من مبعوثها الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. تركز المفاوضات حالياً على معالجة ثلاث عقبات رئيسية حالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
مناخ المفاوضات والعوامل الإقليمية
أكدت المصادر أن اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران خلق فرصة ملحوظة لإبرام مثل هذا الاتفاق، إذ يعتقدون أن توقيف الحرب الإسرائيلية على إيران يسهم بشكل مباشر في تهدئة الأوضاع في غزة وتحقيق الاستقرار. ويجري التفاوض عبر وسطاء، وهم مصر وقطر والولايات المتحدة، على تعديل عدد من النقاط التي تعيق التوصل إلى حل شامل.
العقبات الأساسية في مسار المفاوضات
- وقف إطلاق النار أثناء المفاوضات: تشمل خطة ويتكوف الإفراج عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين، مع ضمانات بعدم تجدد الحرب خلال مدة التهدئة التي تستمر 60 يوماً.
- آلية توزيع المساعدات الإنسانية: ترفض حماس إشراف شركة أميركية على توزيع المساعدات، وتصر على أن يتم ذلك عبر المؤسسات الدولية والأمم المتحدة في غزة، مع إجراءات تضمن عدم وصول جزء من المساعدات إلى الحركة.
- تموضع القوات الإسرائيلية: يتفق الطرفان على ضرورة انسحاب القوات في غزة إلى المواقع التي كانت عليها قبل بداية التصعيد في مارس الماضي، لكن إسرائيل تصر على بقاء قواتها في مواقعها الحالية لمزيد من السيطرة.
تعديلات واقتراحات أميركية جديدة
أشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة قدمت تعديلات طفيفة على خطة ويتكوف، تتعلق بزيادة عدد الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم، حيث تشمل إفراجاً عن 8 محتجزين في اليوم الأول واثنين آخرين بعد مرور شهر. كما أُعربت عن مخاوف من استخدام مصطلح “النوايا الحسنة”، حيث ترى حماس أن ذلك قد يفتح الباب أمام عودة إسرائيل للحرب في أي وقت.
تأثير الهدوء الإقليمي على مفاوضات غزة
قالت المصادر إن توقف الحرب بين إسرائيل وإيران، يفتح نافذة لخفض التصعيد ووقف الأعمال العدائية، مما يسهل التوصل إلى اتفاق نهائي. ويعمل الجانب الأميركي على إعادة ترتيب الملفات الإقليمية لضمان استقرار المنطقة، ومن المتوقع أن يركز الهدف على عودة إيران إلى الحوار الداخلي، ووقف دعمها للعناصر غير الحكومية في المنطقة، خاصة في غزة ولبنان واليمن والعراق.
مساعي إسرائيل وحل الأزمة الشاملة
في إسرائيل، يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تبني حل شامل وليس جزئياً، مع وضع شروط متعددة لتحقيق ذلك، منها نزع السلاح من غزة وإبعاد قادة حماس، وتولي جهة محلية مسؤولية إدارة القطاع مقابل إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار. من المتوقع أن يزور وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، واشنطن لمناقشة تطورات الوضع ومساعي الحل النهائي.
ملاحظة مستقبلية حول الاستقرار السياسي
يرجح مراقبون أن التوصل إلى حل سياسي نهائي يتطلب من نتنياهو الدعوة لانتخابات مبكرة، خاصة مع تعقيدات الموقف السياسي في إسرائيل، وعدم حدوث تقدم في مسار إقامة دولة فلسطينية وفق المعطيات الحالية.