إيران تقترب من خلافة خامنئي.. تحركات خلف الستار ومراهنات متعددة

تحديات في ظل التصعيد العسكري والأمني في إيران
تعيش إيران في ظروف استثنائية تتسم بتصاعد التوترات الداخلية والخارجية، حيث تفرض الحرب التي بدأتها إسرائيل إجراءات أمنية مشددة على أعلى المستويات، خاصة لحماية قيادات النظام الإسلامي، وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي. فقد اُتخذت إجراءات استثنائية لحماية خامنئي منذ بداية التصعيد الأخير، حيث ظهر في مناسبات مسجلة من أماكن غير معروفة، وسط مخاوف متزايدة على سلامته، خاصة بعد عمليات اغتيال استهدفت قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، وتداعيات الهجمات الإسرائيلية على البني التحتية النووية والسياسية في البلاد.
وضع المرشد الإيراني وخطوط الدفاع الأولى
- يُعتقد أن خامنئي يتحصن في مكان سري تحت الأرض، معتمدًا على حراسة مشددة من قبل قوات خاصة.
- نُقلت تقارير متنوعة عن انشغاله بالاتصالات السرية مع كبار قادة البلاد، مع تعليق الاتصالات الإلكترونية للحد من خطر التعقب والاغتيال.
- أُقيمت لجنة انتخاب خاصة لاختيار خليفة محتمل، في ظل حالة استثنائية فرضتها التهديدات المستمرة.
الخيارات المحتملة لخليفة خامنئي
يوجد خلاف حول الشخصية التي ستخلف خامنئي، مع ترجيحات واسعة نحو ثلاثة مرشحين يحتلون المراتب الأولى في قائمة التوقعات:
- مجتبى خامنئي: نجل المرشد، ويُعتبر الأقرب إلى السلطة الفعلية، ويمتلك دعماً قوياً من الحرس الثوري، رغم معارضة والده لوراثته للسلطة.
- حسن الخميني: حفيد مؤسس الجمهورية، وحائز على شعبية واسعة، وقد أظهر مؤخراً استعداده للمشاركة، ويُنظر إليه على أنه خيار أكثر قبولاً دولياً.
- شخصيات أخرى: مثل علي رضا أعرافي ومحمد مهدي مير باقري، مع أهمية دور مجلس الخبراء في تحديد الخلافة، والذي يمر الآن بمرحلة تسرع الإجراءات تحسباً لأي طارئ.
التبعات السياسية والداخلية
- تواجه إيران تحديات كبيرة تتمثل في العقوبات الاقتصادية، والهجمات الإسرائيلية، فضلاً عن الاحتجاجات الداخلية المستمرة.
- خسائر الحلفاء في المنطقة، مثل تدمير قدرات حزب الله وحماس وانهيار نظام بشار الأسد، أدت إلى تراجع النفوذ الإيراني في الإقليم.
- تتجه الأنظار إلى تغيرات محتملة في هيكل السلطة الداخلية، مع استمرار الحديث عن تفكير في نظام أكثر مؤسسية وتقليل من صلاحيات المرشد الأعلى.
دور المؤسسات الأمنية والجيش في المرحلة المقبلة
- تزداد مخاوف الأجهزة الأمنية من استهداف العملاء والجواسيس الإسرائيليين، مع إجراءات أمنية مشددة وإجراءات سرية لمنع تداول المعلومات الحساسة.
- الحرس الثوري يلعب دوراً محورياً في الحفاظ على النفوذ واستمرارية السيطرة، وقد يواجه خلافات محتملة مع القيادة الجديدة في حال تفاوت الصلاحيات.
- وينظر إلى أن استقرار النظام واستمراريته يعتمد بشكل كبير على نتائج الترتيبات الداخلية واختيار الخليفة، وما إذا كانت الخيارات ستؤدي إلى بقاء النظام مركزياً أو محفلاً بالتغيير.
ختام
يمثل استمرار التوتر وتصاعد الضغوط الداخلية والخارجية لحظة مأزقية في تاريخ إيران، مع احتمالات كثيرة تتعلق بكيفية انتقال السلطة ومستقبل النظام. فالتركيبة السياسية والأمنية الحالية تتطلب استجابة فورية وفعالة لضمان استقرار البلاد وتجنب سيناريوهات تفتح أبواب الفوضى أو الانقسامات الداخلية العميقة.