اخبار سياسية

مناورة تكتيكية وخطة تضليل.. كيف نفذت أميركا ضربات سرية على منشآت إيران النووية دون رصد طائراتها؟

تحليل عملية الضربة الأميركية الأحدث على المنشآت النووية في إيران

شهدت الفترة الأخيرة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، حيث نفذت الولايات المتحدة هجوماً جويًا على منشآت نووية إيرانية، وهو ما استغرق سنوات من التحضير الدقيق، وانطوى في لحظاته الأخيرة على عمليات خداع وخطوات تضليل لتعزيز عنصر المفاجأة، وفقاً لوكالة “أسوشيتد برس”.

تفاصيل العملية

  • في بداية الأحد، قام الطيارون الأمريكيون بإسقاط قنابل تزن 30 ألف رطل على منشأتين رئيسيتين لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في إيران، وذلك بهدف توجيه “ضربة قاضية” لبرنامج نووي تعتبره إسرائيل تهديداً وجودياً، وتواصل استهدافه منذ أكثر من أسبوع.
  • تم تعزيز عنصر المفاجأة عبر إطلاق عشرات الصواريخ من غواصة باتجاه أهداف أخرى على الأقل، مما أعطى العملية طابعاً من التخطيط الدقيق والخداع العسكري.

اسم العملية والتخطيط

  • أُطلق على العملية اسم “مطرقة منتصف الليل”، وصرح مسؤولون أمريكيون بأنها كانت ضربة دقيقة دمرت البرنامج النووي الإيراني، رغم أن التقييم لا يزال جاريًا.
  • قامت الطائرات الأمريكية، وهي قاذفات B-2 الشبحية، بمحملة بأكثر من 420 ألف رطل من المتفجرات، مع وجود أسراب من طائرات التزويد بالوقود والمقاتلات، التي أطلقت بعضاً من أسلحتها خلال المهمة.
  • لم تتلقَ الطائرات الأمريكية أي رد فعل من إيران، رغم اقترابها من المجال الجوي الإيراني، حيث لم تشر القوات الإيرانية إلى إطلاق نار أو اعتراضات.

خطة التضليل والحسابات العسكرية

  • تم تنفيذ العمليات قبل موعد الهجوم المعلن، بهدف الحفاظ على عنصر المفاجأة، من خلال عمليات تمويه تتضمن تحريك قاذفات B-2 من قواعد مختلفة، ومنها تحليق بعضها غربًا من ولاية ميزوري ثم التوجه شرقًا بشكل سري عبر مسارات غير معتادة.
  • بالإضافة إلى ذلك، استُخدمت عمليات خداع استفادت من إرسال مجموعة من القاذفات إلى منطقة جوام، وأخرى نحو الساحل الشرقي، لخلق تشويش حول وجهة الطائرات الهجومية وقدرتها على التمويه.
  • تمت مراقبة العملية عن كثب من قبل خبراء تتبع الرحلات، ولم يتم الإعلان عن تفاصيل العمليات بشكل كامل للكونغرس، في محاولة للحفاظ على السرية التامة.

الهجوم والمراحل التنفيذية

  • قبل تنفيذ الضربة، أطلقت غواصة أمريكية أكثر من 20 صاروخ توماهوك على أهداف حيوية، منها منشأة في أصفهان تستخدم لتحضير اليورانيوم، وذلك ضمن خطة متكاملة لضرب الأهداف الرئيسية.
  • في الساعة 06:40 مساءً بتوقيت واشنطن، قامت القاذفات بضرب المنشأة النووية “فوردو” باستخدام قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات والتي تعتبر من أكثر الأسلحة تقدمًا، وتزن 30 ألف رطل، وتهدف إلى اختراق الأرض قبل الانفجار.
  • ركزت الضربات على المنشأة في “فوردو”، كما استُهدفت منشأة نطنز وموقع في أصفهان، مع عدم وجود مؤشرات فورية على تسرب إشعاعي في المواقع المستهدفة حسب التقارير الدولية.

الأرقام والإجماليات

  • تضمنت العملية استخدام 75 سلاحًا موجهاً بدقة، بينها 14 قنبلة خارقة للتحصينات، وأكثر من 20 صاروخ توماهوك أُطلقت من غواصة.
  • شارك في العملية 125 طائرة، تتضمن القاذفات B-2، ومقاتلات، وطائرات تزويد بالوقود، بهدف تنفيذ المهمة بسرية تامة.
  • صرح وزير الدفاع أن الطائرات عادت سالمة، مع وجود معلومات عن مشاركة طيارين من ضمنهم امرأة في قيادة بعض العمليات.

خاتمة وتداعيات

تميزت العملية بسرعة التنفيذ، والسرية القصوى، مع استراتيجيات خداع محسوبة، واستخدام معدات عالية التقنية، مثل القنابل الخارقة للتحصينات، لتوجيه ضربة حاسمة للبرنامج النووي الإيراني. وتُعد هذه العملية واحدة من أكبر الضربات التي نفذتها قوات الولايات المتحدة باستخدام قاذفات B-2، وتأتي في سياق تصعيد إقليمي ودولي لمواجهة النشاط النووي الإيراني، مع استمرار التقييمات الدولية بخصوص نتائج الضربة وأمان المواقع المستهدفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى