اخبار سياسية

مفاعل فوردو.. الحصن النووي الإيراني المنيع تحت 100 متر من الصخور

موقع ومنشأة فوردو: قلب البرنامج النووي الإيراني المحصن

داخل جبال قريبة من مدينة قم المقدسة، تُخفي إيران إحدى أهم منشآتها النووية، التي تُعتبر من أبرز رموز الطموحات النووية الإيرانية وتحوطها تدابير أمنية عالية لتعزيز سرية الموقع وحمايته من الهجمات. هذه المنشأة، التي تثير الكثير من الأسئلة حول أهدافها واستراتيجياتها، تتميز بتصميم فريد يحميها من الضربات العسكرية ويعزز من قدرتها على الاستمرارية.

موقع المنشأة وتاريخها

  • تقع منشأة فوردو على بعد حوالي 32 كيلومترًا جنوب مدينة قم، وسط تضاريس جبلية وعرة في سلسلة جبال ألبرز.
  • تم بناء المنشأة بشكل سري في أوائل القرن الحادي والعشرين، وُجهت الأنظار إليها بعد اكتشافها رسمياً في عام 2009، حين أعلنت عدة دول عن التوصل إلى موقعها.
  • بعد الكشف، اعترفت إيران بوجود المنشأة وسمحت بالتفتيش، مؤمنة بأنها مخصصة للأغراض السلمية مثل إنتاج الوقود للمفاعلات، رغم الشكوك التي طالت طبيعتها العسكرية.

تصميم محكمة السرية وسرية التخصيب

  • تم دفن المنشأة في عمق الجبل، مع قاعات التخصيب تقع على بعد مئات الأمتار تحت سطح الأرض، ما يجعل من الصعب تدميرها بسهولة باستخدام الضربات الجوية التقليدية.
  • تتألف من أنفاق وقاعات مخصصة لاستضافة آلاف من أجهزة الطرد المركزي الحديثة والمتطورة، وتوفر طبقات حماية طبيعية وصناعية.
  • يتميز الموقع بقدرته على الصمود أمام هجمات محتملة، ويُعد من أصعب المنشآت النووية في العالم تدميرًا.

مهام وزيادة القدرات

  • كان الهدف المعلن هو إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب للاستخدام في الطاقة، باستخدام حوالي ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي من نوع IR-1.
  • حسب الاتفاق النووي لعام 2015، تم تحويل فوردو إلى مركز أبحاث، وتمت إزالة العديد من أجهزة الطرد، لكن بعد سحب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018، عادت إيران إلى أنشطة التخصيب وركبت أجهزة متقدمة بما يعزز من قدراتها التخصيبية.
  • خلال الأعوام الأخيرة، وصلت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهو مستوى يقترب من الحد المطلوب لصنع سلاح نووي، مما يثير قلق المجتمع الدولي.

التحصين والأمان من العمل العسكري

  • تمتاز منشأة فوردو بكونها واحدة من أكثر المواقع تحصينًا، حيث تقع في قلب جبل يوفر حماية طبيعية وصناعية ضد الهجمات الجوية والصاروخية.
  • يبلغ عمق القاعات المستخدمة للتخصيب حوالي 100 متر، مما يجعل تدميرها بواسطة القنابل التقليدية أو حتى القوية جدًا، أمراً بالغ الصعوبة.
  • وفي حين أن بعض الخبراء يرون أن الهجمات قد تتطلب ضربات متكررة ومنسقة، إلا أن التصميم المعماري للموقع يظل عائقًا كبيرًا أمام تدميره بسهولة.

الخلاصة

تمثل منشأة فوردو محورًا رئيسيًا في استراتيجية إيران النووية، فهي تجمع بين الأداء التقني المتقدم والتصميم المحصن الذي يعيق أي عمل عسكري مباشر، مما يجعلها أحد الألغاز الاستخباراتية التي تظل تؤرق المجتمع الدولي وتحمل الكثير من التحديات والمخاطر المتعلقة بالجهود الدبلوماسية والأمن الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى