مفاعل “فوردو”.. الترسانة النووية المحصنة لإيران تحت قشرة صخرية بعمق 100 متر

منشأة سرية تقع في قلب جبال قم وتتسلح بالحماية الطبيعية
تحتضن إيران منشأة نووية محصنة ومتطورة تقع في عمق جبال قرب مدينة قم المقدسة، وتعد من أبرز مراكزها النووية التي تتميز بسرية عالية وتحصين طبيعي، مما يعكس خطة البلاد لتعزيز أمن واستقرار برنامجها النووي في ظل التحديات الدولية المتزايدة.
موقع واستراتيجية المنشأة
تم بناء المنشأة بشكل سري في أوائل القرن الحالي، وسط تصاعد الضغوط الدولية على البرنامج النووي الإيراني. وتقع المنشأة على بعد حوالي 32 كيلومتراً جنوب مدينة قم، ضمن تضاريس جبلية وعرة من سلسلة جبال ألبرز، حيث تتميز بموقع محصن بداخل جبل يتكون من طبقات حماية طبيعية وصناعية، ما يجعلها أكثر أماناً مقارنة بالمرافق على السطح.
- تحت الأرض تمتد القاعات إلى عُمق حوالي 100 متر، مما يصعب تدميرها عبر هجمات جوية أو قصف تقليدي.
- المساحة التشغيلية الكبرى تُغطّي آلاف الأمتار المربعة، وتُجهّز لتخزين وتشغيل العديد من أجهزة الطرد المركزي.
مهام ووظائف المنشأة
الأهداف الرسمية
تم تصميم المنشأة لإنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب للاستخدام في محطة طاقة نووية، حيث تتضمن نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي من طراز “IR-1”. وتُعد المنشأة مركزاً استراتيجياً للبقاء ضمن ظروف التهديد، بعيداً عن أي هجمات محتملة.
التحول والأنشطة
بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، كانت إيران قد حولت المنشأة لتكون مركز أبحاث لإنتاج النظائر المشعة، وأوقفت التخصيب داخله، وأزالت أغلب أجهزة الطرد. إلا أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 أعاد تفعيل أنشطة التخصيب، مع تركيب أجهزة طرد متقدمة من طراز “IR-6″، وزيادة القدرة على التخصيب بنسبة عالية.
تطورات وتذبذبات في أنشطة التخصيب
- وصلت نسبة تخصيب اليورانيوم داخله إلى 60%، وهو مستوى قريب من 90% المطلوب لإنتاج أسلحة نووية، مما يثير قلق المجتمع الدولي.
- تلك الأنشطة تزامنت مع تقارير عن تغييرات متكررة في عمليات التخصيب وتركيب أجهزة متطورة، وزيادة الشكوك حول الأهداف العسكرية للمنشأة.
الاهتمام والمخاطر الناجمة
رغم عدم تعرض المنشأة لهجمات في السابق، إلا أن وجودها يُعد محور اهتمام استخباراتي، ويشكل تحدياً على صعيد التحديات الأمنية والدولية. فهي توفر قدرة على استمرار الأنشطة النووية تحت ظروف سرية وداخل عمق الجبال، الأمر الذي يصعب من تدميرها باستخدام أدوات عسكرية تقليدية.
التحصين والمخاطر المحتملة في العمل العسكري
تمثل المنشأة نموذجاً للتحصين الطبيعي، فهي تقع على عمق يقارب 100 متر داخل جبل صخري، ما يجعل تدميرها بالكامل بواسطة القنابل التقليدية أمراً بالغ الصعوبة. وفقاً لخبراء، حتى القنابل الخارقة للتحصينات قد لا تكون كافية لقصف المنشأة بشكل كامل، إلا عبر هجمات منسقة ومتكررة مع استخدام أسلحة متخصصة لضمان تدميرها.