اخبار سياسية
مفاعل نطنز: أبرز المعلومات حول المنشأة الإيرانية الأساسية لتخصيب اليورانيوم

تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل في الساحة النووية
شهدت المنطقة تصاعداً ملحوظاً في التوترات المرتبطة ببرنامج إيران النووي، مع تزايد الهجمات والهجمات المضادة التي تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، خاصة مفاعل نطنز، الذي يُعد القلب النابض للطموحات النووية الإيرانية. يتناول هذا المقال أهمية المفاعل، تاريخه، ووضعه الحالي في المشهد الأمني والسياسي.
موقع وأهمية مفاعل نطنز
- يقع المفاعل في قلب الهضبة الإيرانية الجافة، على بعد حوالي 250 كيلومتراً جنوب طهران، وهو من أهم المنشآت النووية في إيران.
- يُعتبر مفاعل نطنز مركزاً رئيسياً لتخصيب اليورانيوم، وله دور أساسي في تطوير القدرات النووية الإيرانية، مما يجعله هدفاً رئيسياً للهجمات الإسرائيلية والتجسس الدولي.
- تغطي المنشأة حوالي 7 كيلومترات مربعة، مع أقسام رئيسية تمتد على مساحة تقارب 100 ألف متر مربع، وبعض أجزاء المفاعل مدفونة جزئياً تحت الأرض لتعزيز الحماية.
تاريخ إنشائه وتطوره
- بدأ العمل في المفاعل في أواخر تسعينيات القرن العشرين، وتم الكشف عنه للعالم في عام 2002 من قبل جماعة مجاهدي خلق المعارضة لإيران.
- في عام 2003، اعترفت إيران بالمنشأة وسمحت بزيارات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت كانت تتوسع فيه طموحاتها في تخصيب اليورانيوم.
- تقع المنشأة بالقرب من مدينة نطنز بمحافظة أصفهان، وتُشيد بشكل جزئي تحت الأرض، مع نية إيران في بناء منشآت أعمق لتحصينها أكثر.
وظائف المفاعل والتطورات التقنية
- المفاعل مخصص لتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة طرد مركزي، ابتدأت بتشغيل أجهزة “IR-1” المستنسخة من تصميمات باكستانية، ثم تطورت نحو أجهزة أكثر تعقيداً مثل “IR-2m” و”IR-4″ و”IR-6″.
- بدت إيران تقليص أنشطتها النووية في إطار الاتفاق النووي عام 2015، لكنها عادت في عام 2018 لاستئناف التخصيب بمستويات تصل إلى 60%، قريبة من مستوى الأسلحة النووية.
الأهمية الاستراتيجية للمفاعل
- يشكل نطنز عنصراً حاسماً في البرنامج النووي الإيراني، حيث يضم آلاف أجهزة الطرد المركزي ويحتفظ بكميات كبيرة من اليورانيوم المخصب، سواء لأغراض سلمية أو لتحقيق قدرات عسكرية.
- يُستخدم كمؤشر استراتيجي في المفاوضات النووية، وتتابعه الدول الغربية عن كثب، خاصة مع تغير نشاطه أو قدرته الإنتاجية.
الهجمات والتخريب على المنشأة
- تعرضت المنشأة لسلسلة من الهجمات أبرزها هجوم فيروس “ستكسنت” في عام 2010 من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، الذي أدى إلى تعطيل نحو 1000 جهاز طرد مركزي.
- في يوليو 2020، وقع انفجار غامض في ورشة تجميع أجهزة الطرد في نطنز، واتُهمت إسرائيل بالوقوف وراءه، تلاه قطع مفاجئ في الكهرباء في أبريل 2021، واتهامات متكررة بالتخريب الداخلي والتجسس.
- خلال الصراع الحالي بين إسرائيل وإيران، أبلغت الوكالة الدولية أن هجوماً إسرائيلياً أصاب محطة التخصيب تحت الأرض، ما أدى إلى تضرر أجهزة الطرد بشكل كبير.
التحصين والمخاطر المستقبلية
على الرغم من التدابير المتخذة لتحصين المفاعل، لا تزال المنشأة أكثر تعرضاً للهجمات الدقيقة مقارنة بمنشآت أخرى مثل فوردو، والتي تقع في جبال محمية بشكل أفضل. قامت إيران بزيادة التعزيزات، وتوسيع المنشآت تحت الأرض، وتحسين الدفاعات الجوية، لكنها تبقى الهدف الأول لإسرائيل في أي عملية تحجيم للبرنامج النووي الإيراني.