اخبار سياسية

كيف أصرت تولسي جابارد على رفض الحرب على إيران وأثارت غضب ترمب؟

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتداخلات السياسة الأميركية

وسط الأحداث المتسارعة في المنطقة، برزت مواقف متعددة ومتنوعة داخل الإدارة الأميركية، تتعلق بالتعامل مع الملف النووي الإيراني والأوضاع الأمنية الإقليمية، الأمر الذي يعكس تنوع الرؤى والخلافات داخل البيت الأبيض حول كيفية التعامل مع هذه الأزمات.

مديرة الاستخبارات الوطنية وشهادة التباين مع الإدارة

في 10 يونيو، أطلقت المديرة الوطنية للاستخبارات، تولسي جابارد، تحذيرات من أن نخبة سياسية وحمقى الحرب تعمل على إثارة التوترات بين القوى النووية، من خلال نشر أخبار زائفة وتحريض على المخاطر الدولية. وهو ما أثار خلافات علنية مع الرئيس الأميركي، الذي صرح بأن جابارد أخطأت في تقييمها حول وجود أدلة على سعي إيران لصنع سلاح نووي.

موقف جابارد من البرنامج النووي الإيراني

  • عرضت معلومات بأن إيران وصلت إلى مرحلة يمكنها من خلالها إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع في حالة استكمال عملية التجميع.
  • أكدت أن الولايات المتحدة تمتلك معلومات استخبارية واضحة بهذا الشأن، وأن الحكومة الأميركية ترى أن السماح بذلك قد يكون خطيراً على الأمن القومي.

وفي المقابل، نفى الرئيس ترمب صحة تقييمات جابارد، مشيرا إلى أن إيران لا تعمل على تطوير سلاح نووي حالياً، وأن تقييمات أجهزة الاستخبارات تتوافق مع ذلك.

مواجهة الاتهامات والتصريحات المتباينة

بعد تصريحات ترمب، اتهمت جابارد الإعلام غير النزيه بمحاولة إخراج شهادتها عن سياقها ونشر معلومات زائفة لتأجيج الانقسامات. وأكدت أن لدى واشنطن معلومات تفيد بأن طهران قد تستأنف برنامجها النووي في أي وقت، وهو ما يتطلب موقفاً حازماً لمنع ذلك.

تاريخ العلاقات والتحولات السياسية

الخلفية السياسية والتغيرات في المواقف

  • بدأت جابارد مسيرتها السياسية من خلال التمثيل في مجلس ولاية هاواي، ثم عضوية الكونغرس للحزب الديمقراطي، قبل أن تنتقل إلى الحزب الجمهوري عام 2024.
  • شهدت مسيرتها الكثير من التحولات، بدءاً من دعم قضايا تقدمية، مروراً بنشاطها في الشؤون الخارجية، وانضمامها إلى الجمهوريين، وتأييدها لترمب.

تأييد ترمب والتغير في الخطاب الاستراتيجي

خلال حملة ترمب الانتخابية، أعلنت جابارد تأييدها له، مؤكدةً أن سياسته تتجه نحو إنهاء الحروب وإحلال السلام، وهو الموقف الذي زاد من جدل علاقاتها مع الإدارة السابقة ومع الجمهور الديمقراطي.

الخلفية العائلية والارتباطات الدينية

يتأثر مسارها السياسي بشكل كبير بتنشئتها، حيث أن والدها، مايك جابارد، هو عضو سابق في مجلس الشيوخ، وقد تغير انتماؤه الحزبي من الجمهوري إلى الديمقراطي. جابارد أيضاً تربت على ديانة الهندوس، وارتبطت منذ صغرها بـعلم الهوية، وهو حركة روحية تجمع بين المبادئ الهندوسية وبعض الممارسات الروحية.

وكانت الجماعة التي تنتمي إليها، رغم الانتقادات التي وُجهت إليها من قبل بعض الجهات، جزءاً من خلفيتها منذ الطفولة، حيث حصلت على دعم مالي ومعنوي من أعضاء الجماعة عبر سنوات نشاطها.

الأداء المهني والتحديات في منصب الاستخبارات

واجهت جابارد عدة تحديات في تأكيد مؤهلاتها، خاصة في جلسات الاستماع، حيث أثارت أسئلتها حول مدى خبرتها، خاصة في العلاقات مع القطاع الاستخباري. ورغم الانتقادات، فإن بعض الخبراء، مثل مايك مولوري، يرون أن خلفيتها العسكرية وخدمتها في العراق والاحتياط الأميركي تؤهلها للمنصب، مع تفاوت في الرؤى حول مدى كفاءتها في ملف الاستخبارات.

وفي سياق ملف إيران، تتباين وجهات النظر بين مجتمع الاستخبارات والرئاسة بشأن تقييمات الملف النووي الإيراني، إذ يرى بعض الخبراء أن إيران لا تملك حالياً سلاحاً نوويًا، بينما ترى أخرى أن هناك مخاطر محتملة وخطراً حقيقياً على المنطقة والعالم.

موقف جابارد من السياسة الخارجية والنزاعات في الشرق الأوسط

طوال سنوات خدمتها، عكست مواقف جابارد توجهات غير متشددة حيال التدخلات العسكرية، حيث نادت بضرورة الحذر وإعادة تقييم السياسات الأميركية في الشرق الأوسط. زارت سوريا والتقت بقيادات نظام الأسد، مما أثار جدلاً واسعاً، وأثار مخاوف من ارتباطات محتملة مع جماعات ذات توجهات خاصة.

التوقعات المستقبلية والأثر السياسي

  • حتى الآن، تتباين الآراء حول مستقبل جابارد السياسي، خاصة مع استمرار دعم بعض الأوساط داخل الحزب الجمهوري، لكنها تواجه أيضاً انتقادات من داخل الإدارة الأميركية، خصوصاً حول سياساتها تجاه إيران.
  • موقفها من الملف النووي، وعلاقتها مع ترمب، وتاريخها المهني، كلها عوامل تضعها في مهبّ الأحداث والتحولات السياسية المقبلة، مع احتمالات لاستمرار التحديات أو إعادة تقييم لدورها الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى