اخبار سياسية

مفاعل بوشهر: الرحلة الأولى لمحطة الطاقة النووية في إيران

مفاعل بوشهر: محطة نووية ذات أبعاد استراتيجية وتاريخية

يُعد مفاعل بوشهر من المعالم البارزة في البرنامج النووي الإيراني، حيث يجمع بين التاريخ السياسي، والأهمية الاستراتيجية، والتحديات الأمنية. على الرغم من أن هدفه الرئيسي هو توليد الكهرباء، إلا أن دوره ومعطياته جعلته محل اهتمام دولي ومصدر استغلال دبلوماسي في مواقف متعددة.

موقع وتاريخ المنشأة

  • يقع على بعد 17 كيلومترًا جنوب شرق مدينة بوشهر، على الساحل الجنوبي للبلاد بمحاذاة الخليج العربي.
  • تمتد على مساحة تقارب 2.5 كيلومتر مربع، وتتضمن مبنى المفاعل والهياكل الداعمة.
  • خطط إنشاءه تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث وقع عقد مع شركة سيمنز الألمانية لبناء مفاعلين يعملان بالماء المضغوط.
  • توقف المشروع بعد ثورة 1979، حيث انسحبت شركة سيمنز، وظل الموقع مهجوراً لعقد من الزمان.
  • في التسعينيات، أُعيد إحياء المشروع عبر شراكة مع روسيا، وتوقيع عقد مع شركة روس آتوم عام 1995 لإنهاء بناء أحد المفاعلين.
  • بدأ تشغيله رسمياً في عام 2011، وارتبط بالشبكة الوطنية للكهرباء عام 2011، وبلغت قدرته التشغيلية الكاملة في 2013.

الخصائص والوظائف

  • الموقع: على بعد 17 كيلومترًا جنوب شرقي بوشهر، بمحاذاة الخليج العربي، مع مساحة تصل إلى 2.5 كم2.
  • المفاعل الرئيسي من طراز VVER-1000، الذي يمكنه إنتاج ألف ميجاواط من الطاقة الكهربائية لتلبية جزء كبير من احتياجات المنطقة الجنوبية من إيران.
  • يجري حالياً بناء وحدة ثانية، مع خطط لتوسعة المنشأة لتشمل ثلاثة مفاعلات مستقبلًا.
  • يعمل المفاعل باستخدام وقود اليورانيوم منخفض التخصيب، الذي يُورد من روسيا ويعاد تدويره خارج إيران، بهدف تقليل إمكانية تطوير أسلحة نووية.

الأهداف والدور الاستراتيجي

  • توليد الطاقة الكهربائية كهدف رئيسي، وهو سبب شرعي لبرنامج إيران النووي وفق الدعاوى الرسمية.
  • مساعدة إيران في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، خاصةً مع تزايد السكّان واحتياجات المنطقة.
  • خضوع المنشأة للمراقبة الدورية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدم وجود أنشطة تخصيب لليورانيوم على أراضيها يقلل من مخاطر استخدامها في تطوير أسلحة نووية.
  • تمثل إنجازًا تكنولوجيًا وعلميًا يعكس قدرة إيران على بناء وتشغيل مفاعلات نووية سلمية، وتقديم ورقة تفاوض في الملفات الدولية، مع تعزيز موقفها دبلوماسياً واستراتيجياً.

الحوادث والتحديات الأمنية

  • لم تتعرض المنشأة لهجمات تخريبية مباشرة، لكنها واجهت مخاطر طبيعية وبشرية، منها زلزال عام 2013 بقوة 6.3 درجات الذي لم يتسبب في أضرار كبيرة.
  • تثير قرب الموقع من مناطق زلزالية نشطة مخاوف من معايير السلامة، بالإضافة إلى هجمات محتملة أو أعطال تقنية، كما حدث في يوليو 2021 عندما توقفت المحطة بسبب عطل تقني.
  • رغم التحديات، استمر تشغيل المفاعل بشكل مستقر بدعم من روسيا ورقابة دولية مستمرة.

المخاطر الدولية والردود الدبلوماسية

  • حذرت روسيا من أن أي هجوم على بوشهر قد يؤدي إلى كارثة إقليمية ودولية، مع التأكيد على تواصل الخبراء الروس في إدارة المحطة.
  • يشير وجود قوات روسية وموارد وقود، إلى تعقيد أي هجوم عسكري، ويزيد من أعباء الأزمة الدبلوماسية المحتملة.
  • الموقع فوق سطح الأرض يجعلها أكثر عرضة للهجمات الجوية أو الصاروخية، لكن وجود رقابة دولية واعتباره منشأة مدنية يخفض من احتمالية الاستهداف المباشر.
  • المنشأة قريبة من المناطق السكنية وخليج عُمان، ما قد يزيد من مخاطر التلوث النووي في حال أي حادث أو هجوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى