اخبار سياسية

هل تسعى إسرائيل لاستغلال علاقاتها مع أذربيجان للضغط على إيران؟

تطورات العلاقة بين أذربيجان وإسرائيل وقلق إيران من التصعيد

منذ انطلاق المواجهات بين إسرائيل وإيران، برزت مخاوف وتحولات في المنطقة، خاصة على صعيد علاقات الدول المجاورة، ومنها أذربيجان التي تربطها علاقات اقتصادية وعسكرية مع إسرائيل، وتحتفظ بعلاقات تاريخية مع إيران، مما يضعها في موقف حساس في سياق التوترات الجارية.

رسائل الدعم بين الجيران واستعداد أذربيجان للحفاظ على علاقاتها

في بداية الصراع، أبدت عدة دول جاراتها دعمها واستعدادها للتهدئة، وأكدت أذربيجان عبر مسؤولين رسميين على أن أراضيها ومجالها الجوي لن تُستخدم لضرب أي طرف، خاصة إيران، التي تصنّف كدولة صديقة وجارة. ويُعد هذا الاتصال، رغم طابعه الدبلوماسي، يعكس تاريخاً من العلاقات المعقدة المبنية على التوتر والشكوك، خاصة فيما يتعلق بعلاقات أذربيجان مع إسرائيل، التي تعتبر خصماً استراتيجياً لإيران.

علاقات أذربيجان—إسرائيل: التاريخ والتطورات

  • نشأة العلاقة: بعد استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي في 1991، أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عام 1992، واتخذت مساراً مختلفاً عن دول أخرى من المنطقة التي كانت مترددة في الانفتاح على تل أبيب.
  • مكانة فريدة: تعتبر أذربيجان موطناً لواحدة من أكبر الجاليات اليهودية في العالم الإسلامي، وتعايش مسلمون ويهود في سلام، مما يعزز الجسور الثقافية والاجتماعية بين البلدين.
  • تعاون اقتصادي ودفاعي: يمتد التعاون ليشمل الزراعة، إدارة المياه، والتكنولوجيا الصحية، مع تعاون استراتيجي في قطاع الطاقة، حيث تزود إسرائيل أذربيجان بنحو 40-60% من احتياجاتها النفطية عبر أنابيب برية وبحرية.

التعاون العسكري والتقنيات الحديثة

  • صفقات الأسلحة: منذ 2012 وُقعت عدة اتفاقيات، أبرزها صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار في فبراير 2012، وتتضمن شراء أذربيجان لطائرات مسيرة وأنظمة دفاع جوي وصواريخ من إسرائيل.
  • الدور في النزاعات الإقليمية: لعبت الأسلحة الإسرائيلية، خاصة الطائرات المسيرة مثل “Harop”، دوراً هاماً في معارك ناغورنو قره باغ، حيث أحدثت فرقاً في فعاليات القتال، مع قدرات استيعاب عالية للمراقبة والاستطلاع.
  • التعاون الاستخباراتي: يستفيد الطرفان من قدرات إسرائيل في مجال الاستخبارات الفضائية، حيث تعتبر أذربيجان نقطة حيوية لعمليات جمع المعلومات، خاصة ضد إيران، التي تراقب العلاقات عن كثب، وتعتبر وجود تعاون عسكري واستخباراتي بين البلدين مصدر قلق كبير لإيران.

قلق إيران والنظرة المستقبلية

تتخوف إيران من أن تستخدم إسرائيل الأراضي الأذربيجانية في أنشطة عسكرية واستخباراتية ضدها، خاصة مع تصاعد عمليات التجسس والتدخلات في المنطقة. وتشير تقارير إلى اعتقال إيران لعناصر متورطة بتلقي تدريبات في أذربيجان، كما أن الهجمات على سفارتها وتوترات على الحدود زادت من قلقها من قرب العلاقات بين باكو وتل أبيب. من جهة أخرى، تؤكد أذربيجان رسمياً على احترام سيادتها والتزامها بعدم استخدام أراضيها لمواجهة أي دولة، وتبقى علاقاتها مع إسرائيل تحت مظلة مصالح استراتيجية مشتركة، مع الحرص على عدم تصعيد التوترات مع الجيران، بما في ذلك إيران، فيما يبقى ملف التعاون والتوتر في المنطقة مرهوناً بالتطورات السياسية والعسكرية المستقبلية.

سياسات باكو الخارجية وموقفها من التصعيد

وفقاً لمسؤولين أذربيجانيين، فإن بلادهم تسعى للحفاظ على علاقات مستقرة مع جميع الجيران، وتؤكد على أن التعاون مع إسرائيل يهدف لتعزيز قدراتها الدفاعية وليس لمهاجمة أي دولة، خاصة إيران. ويؤكد الخبراء على أن العلاقات مع إسرائيل تُبنى على مصالح متبادلة، وأن أذربيجان لن تسمح أبداً باستخدام أراضيها لأي عمليات ضد جيرانها أو ضد مصالحها الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى