هل تسعى إسرائيل لاستغلال علاقاتها مع أذربيجان للضغط على إيران؟

تطورات العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل وتأثيرها على المنطقة
منذ بداية التصعيد الأخير في التوترات الإقليمية، كانت أذربيجان من بين الدول التي حرصت على تعزيز علاقاتها مع إسرائيل، في ظل مخاوف متزايدة من تأثيرات الصراع المستمر على أمنها ومصالحها. بينما تظهر العلاقات بين البلدين أنها ترتكز على مصالح متبادلة، إلا أن هناك أبعاداً استراتيجية وأمنية تثير قلق الدول المجاورة، خاصة إيران، التي ترى في هذا التقارب تهديداً مباشراً لأمنها القومي.
تاريخ العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل
- بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد استقلال أذربيجان عام 1991، وتطورت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين.
- تتمحور العلاقات حول التعاون الاقتصادي، خاصة في قطاع الطاقة، حيث تحصل إسرائيل على نسبة كبيرة من احتياجاتها النفطية من أذربيجان عبر خطوط أنابيب من أذربيجان إلى تركيا ثم إلى إسرائيل.
- شهدت العلاقات العسكرية تطوراً كبيراً، مع توقيع عدة صفقات أسلحة واستيراد أنظمة دفاعية متقدمة من إسرائيل، إضافة إلى التعاون في مجالات التكنولوجيا والاستطلاع، بما يعزز قدرات أذربيجان العسكرية.
أوجه التعاون العسكري والأمني
- تمت صفقة أسلحة بقيمة 1.6 مليار دولار في عام 2012، تضمنت طائرات مسيرة وأنظمة مضادة للطائرات وصواريخ.
- تشكل صادرات إسرائيل العسكرية حوالي 70% من واردات أذربيجان من الأسلحة بين 2016 و2020، مع استعمال أنظمة متقدمة خلال النزاعات الإقليمية.
- تستخدم أذربيجان تقنيات استشعار متطورة مثل الأقمار الاصطناعية وأنظمة جمع المعلومات لتعزيز قدراتها الاستخباراتية والعسكرية.
تقارير وتحذيرات من أنشطة استخباراتية
- هناك تقارير تشير إلى وجود أنشطة استخبارية إسرائيلية داخل أذربيجان، واستغلال الأراضي الأذرية من قبل إسرائيل لتنفيذ عمليات ضد إيران، رغم نفي الحكومة الأذربيجانية لذلك.
- تُعد أذربيجان نقطة رئيسية للعمليات الاستخبارية الإسرائيلية، بما يشمل عمليات سرية وأرشيفات نووية إيرانية تم الحصول عليها عبر الأراضي الأذرية.
- تُثير هذه الأنشطة قلقاً كبيراً لبقية الدول الإقليمية، لا سيما إيران، التي تعتبر العلاقات مع أذربيجان محفوفة بالمخاطر على أمنها الداخلي والإقليمي.
المخاوف الإيرانية وردود الفعل
- تعتقد إيران أن التعاون بين أذربيجان وإسرائيل يشكل تهديداً على أمنها، خاصة مع وجود مخاطر لجمع المعلومات وتسهيل عمليات التجسس.
- شهدت العلاقات بين طهران وباكو توترات متكررة، من بينها اعتقالات وتبادل الاتهامات حول دعم عمليات عسكرية واختراقات أمنية.
- في يناير 2023، تعرضت سفارة أذربيجان في طهران لهجوم، مما زاد من حدة التوترات بين الجانبين.
موقع أذربيجان وسياساتها الخارجية
- تؤكد أذربيجان على أن علاقاتها مع إسرائيل تخدم مصالحها الاقتصادية والأمنية، وأنها تلتزم بعدم استخدام أراضيها لأغراض تتعارض مع مصالح الدول المجاورة، خاصة إيران.
- تشير التحركات الدبلوماسية إلى حرص باكو على الحفاظ على توازن دقيق بين علاقاتها مع تل أبيب وجيرانها، مع حرصها على عدم الانحياز للصراعات الإقليمية فيما يخص القضية الإيرانية.
- موقف أذربيجان يتسم بالحيادية، رغم أن علاقاتها مع إسرائيل قد تؤدي إلى توترات مع إيران، خاصة فيما يتعلق بقضايا التنصت والأنشطة الاستخبارية.
الخلاصة وتوقعات المستقبل
على الرغم من التوترات والتحديات، لا تزال أذربيجان تتمسك بسياساتها القائمة على التعاون مع إسرائيل وتعزيز قدراتها الدفاعية، مع سعيها للحفاظ على علاقاتها مع جيرانها. ويظل السؤال قائماً حول مدى قدرة باكو على التوازن بين مصالحها الإقليمية وأمنها الوطني، خاصة مع استمرار الضغوط من قبل إيران ودول أخرى بالمنطقة. المستقبل يبقى مفتوحاً على المزيد من التطورات، التي ستحدد مسار العلاقات الإقليمية واستقرار المنطقة.