اخبار سياسية

هل تستغل إسرائيل علاقاتها بأذربيجان لفرض قيود على إيران؟

تطورات العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل وتأثيراتها على المنطقة

منذ بداية التصعيد الأخير في التوتر بين إيران وإسرائيل، برزت علاقات أذربيجان مع تل أبيب كعامل مهم يثير قلق الجهات الإقليمية، خاصةً إيران، نظراً للعلاقات المتسارعة في المجالات العسكرية والاقتصادية والتعاون الاستخباراتي بين الطرفين. تحظى هذه العلاقات بأبعاد استراتيجية، وسط مخاوف من استخدام الأراضي الأذرية في عمليات ضد إيران، وما يترتب على ذلك من تداعيات أمنية وسياسية طويلة الأمد.

خلفية تاريخية للعلاقة بين أذربيجان وإسرائيل

  • رُبطت العلاقات بين البلدين منذ استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، وتطورت بشكل كبير خلال العقود التالية، خاصةً في مجالات الطاقة والدفاع.
  • تشكل أذربيجان، ذات الغالبية المسلمة الشيعية، واحدة من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وتعمقت العلاقات بشكل خاص عبر التعاون الاقتصادي والعسكري.
  • تبرز في المنطقة، كراسنيا سلوبودا، منطقة يهودية حصرية خارج إسرائيل، مما يعكس التعايش والتسامح الثقافي بين الشعوب في أذربيجان.

أوجه التعاون بين البلدين

  • الطاقة: تحصل إسرائيل على جزء كبير من وارداتها النفطية من أذربيجان، عبر خطوط أنابيب تخدم مصالحهما الاقتصادية ويتصل ميناء جيهان التركي بنقل الشحنات.
  • التعاون العسكري: شهد التعاون العسكري بين البلدين نمواً ملحوظاً، إذ استمرت إسرائيل في تزويد أذربيجان بأسلحة متطورة، خاصةَ الطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي، إضافةً إلى تطوير قدرات الاقمار الصناعية والاستخبارية.
  • التكنولوجيا والزراعة: نفذت أذربيجان بشكل واسع أنظمة الري بالتنقيط، واستفادت من تكنولوجيا إدارة المياه، كما تم التعاون في تطوير أنشطة مشتركة في مجالات تكنولوجيا الرعاية الصحية والمراقبة.

قضايا أمنية واستخباراتية وخوف إيراني

  • رُصدت تقارير تتحدث عن وجود أنشطة استخباراتية إسرائيلية في أذربيجان، بما في ذلك بناء قواعد جوية واستخدام الأراضي الأذرية في عمليات ضد إيران.
  • تُشكل العلاقات العسكرية والاستخباراتية مصدر قلق لإيران، التي تتهم أذربيجان بأنها مركز استراتيجي لإسرائيل يهدد أمنها القومي، خاصةً عبر جمع المعلومات والتجسس على أهداف إيرانية داخل إيران وخارجها.
  • تُشير تقارير إلى التعاون السيبراني وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بما يشمل عمليات قادة الموساد وتطوير قدرات المراقبة الإلكترونية.

التوترات السياسية والأمنية بين طهران وباكو

  • شهدت العلاقات بين إيران وأذربيجان تصعيداً في السنوات الأخيرة، خصوصاً عند الاعتقالات المتبادلة على الحدود، والهجمات على البعثات الدبلوماسية، وتدريبات عسكرية بالقرب من الحدود.
  • أُغلقت السفارة الأذرية في طهران بعد هجوم مسلح عليها، واستمرت حالات التوتر مع اقتراب الحرس الثوري الإيراني من الحدود الإذرية، فضلاً عن ازدياد الشكوك بخصوص التعاون العسكري بين أذربيجان وإسرائيل.
  • إيران تعتقد أن العلاقات الأذرية الإسرائيلية قد تستخدم ضدها، خاصةً من خلال عمليات تجسس واستهداف المواقع الإستراتيجية، رغم نفي باكو لهذه المزاعم.

هل من احتمالات للتأثير على سياسة باكو؟

في ظل التطورات الإقليمية، وما تحمله من ضغوطات أقليمية ودولية، تظل التساؤولات قائمة حول مدى تأثير التحالفات على قرار أذربيجان، خاصةً مع ضغط الولايات المتحدة وأولوياتها الأمنية، مما قد يدفع باكو لتعديل مواقفها حسب المتغيرات المستقبلية.

ختام

تظل العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل قضية ذات أبعاد متعددة، تتداخل فيها المصالح الاقتصادية والأمنية والثقافية، لكنها تثير في الوقت ذاته قلقاً إقليمياً، لاسيما في ظل التوترات المستمرة بين إيران وتل أبيب، وتأثيرها على أمن المنطقة بشكل عام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى