اخبار سياسية

كيف تؤثر مخزونات الذخيرة على مسار الصراع بين إيران وإسرائيل؟

تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران والمستجدات الميدانية

شهدت الفترة الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في المواجهة بين الطرفين، مع استمرار العمليات العسكرية وتغير طبيعة الهجمات واستراتيجيات الدفاع والهجوم. تتبع التصريحات وتقارير المراقبين تطور ميداني متغير، يعكس تعقيد المشهد العسكري واللوجستي في المنطقة.

مستوى الاستعدادات والتوازن الميداني

  • على الرغم من التصريحات الحماسية بين البلدين، تشير التقارير إلى تراجع مخزون الصواريخ الإيرانية التي يمكن وصولها لإسرائيل، وتراجع حجم الذخائر الاعتراضية الإسرائيلية.
  • خبير الدفاع البريطاني، أندرو فوكس، أشار إلى أن إيران كانت تملك بين ألف وألفي صاروخ قادر على الوصول إى إسرائيل في بداية النزاع، لكن وتيرة الهجمات انخفضت تدريجياً بعد إطلاق إيران لنحو 468 صاروخاً، وهو ربع المخزون المتوقع لديها.
  • بحلول اليوم الخامس، تقلص عدد الهجمات اليومية من حوالي 100 إلى وابل من الصواريخ ذات الأعداد الأحادية، كما دُمرت أكثر من ثلث منصات الإطلاق الإيرانية بحسب التقارير.

قراءة في العقيدة والاستراتيجية الإيرانية

تتبع العقيدة الإيرانية نهج التصعيد التدريجي، حيث تركز على موجات من الهجمات الاختبارية لتجاوز الدفاعات الإسرائيلية، مع فترات تقييم بين كل دفعة. ويُلاحظ أن إيران أطلقت في بداية الحرب أكثر من 100 صاروخ خلال أول يومين، ثم انخفض العدد إلى أقل من 50 في اليوم الرابع، في محاولة لتقليل الخسائر وتعزيز الردع.

ردود الفعل والتطورات العسكرية

  • أعلنت إسرائيل تحقيق تفوق جوي فوق طهران قبل موعد العمليات، مما يحد من قدرة القوات الإيرانية على إطلاق الصواريخ بشكل مكثف.
  • الهجمات الإيرانية، خاصة في ليلة 13 يونيو، شملت حوالي 150 صاروخاً على دفعتين، تلتها وابل أصغر من عشرات الصواريخ في الأيام التالية، مع إجمالي بلغ حوالي 370 صاروخاً حتى 16 يونيو.
  • العمليات الإسرائيلية استهدفت بشكل رئيسي منصات الإطلاق والبنى التحتية للقواعد، مع استهداف منشآت تصنيع الصواريخ لإضعاف القدرة على التجديد.

التحديات اللوجستية والتوازن في الدفاع الصاروخي

  • ترسانة الصواريخ الإيرانية غير متجانسة، وتتكون من طبقات استراتيجية متعددة، وتُقيدها قيود لوجستية ودورات إعادة التعبئة.
  • الدفاع الإسرائيلي يعتمد على منظومات متعددة مثل القبة الحديدية، ومقلاع داود، والصواريخ Arrow، مع دعم من الولايات المتحدة من خلال نشر بطاريات حديثة وأنظمة فعالة.
  • إلا أن هناك نقصاً في صواريخ الاعتراض، مما يهدد قدرات إسرائيل على التصدي للهجمات المستمرة، خاصة في ظل قدرات إيران على تطوير وتحديث ترسانتها.

مسارات التصعيد المحتملة وما يواجهه الطرفان

  • قد تتجه إيران لاستهداف البنى التحتية الحيوية، كما فعلت في هجومها على مصفاة حيفا، أو استخدام ترسانتها من الصواريخ قصيرة المدى لضرب أهداف محددة داخل إسرائيل أو القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
  • إيران تملك أيضاً ترسانة من الصواريخ المضادة للسفن، يمكن أن تستخدم في مهاجمة الشحن التجاري في الخليج وخليج عمان.

محددات استراتيجية الردع والتحديات المستقبلية

  • تُظهر التطورات أن قدرة إيران على الردع تتراجع، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت البنية التحتية الصاروخية، مع تدهور القدرات الدفاعية لدى إيران وافتقادها للردع الفاعل.
  • حجم ترسانة إيران يبقى غير مؤكد، لكن تقارير تشير إلى حوالي ألفي صاروخ عامل، مع احتمالية وجود مخزون مخفٍ في مستودعات سرية، الأمر الذي يضيف تعقيداً على مراقبة وتوقع الهجمات المحتملة.
  • النوعية والتقنيات المستخدمة، خاصة في الصواريخ الباليستية ذات المدى المتوسط والطويل والطائرات المسيرة، تؤثر بشكل كبير على ديناميكيات المواجهة واستراتيجيات الدفاع الإسرائيلي.

القدرات الدفاعية وخطط الاستجابة

  • إسرائيل تعتمد على دعم أمريكي كبير، يتضمن نشر أنظمة دفاع صاروخي متقدمة وإمدادات لوجستية مستمرة لضمان استمرار العمليات الدفاعية، مع استعداد لنقل معدات إضافية حسب الحاجة.
  • مع استمرار الحرب، تستنفد إسرائيل بشكل متزايد مخزوناتها من أنظمة الاعتراض، ويُحتمل أن تتخذ إجراءات لتوسيع عملياتها، مع ضرورة إدارة محدودة لمخزون الصواريخ الاعتراضية، وضرورة اختيار الأهداف بعناية خلال التصعيد المستمر.
  • لم يتضح بعد مدى قدرة إسرائيل على تحمل استنزاف مخزوناتها، لكن الدعم الأمريكي وتطوير الصناعات الدفاعية المحلية يلعبان دوراً محورياً في معادلة التوازن.

ختام

يبقى المشهد العسكري بين إسرائيل وإيران معقداً، مع احتمالات تصعيد وتدهور مستمرين، يتطلب مراقبة دقيقة للاستراتيجيات والتطورات على كافة المستويات، مع استمرار الضغوط الدولية لضبط التصعيد وترتيبات الردع المستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى