اخبار سياسية

كيفية تأثير مخزونات الذخيرة على مسار الصراع بين إيران وإسرائيل

تطورات الصراع بين إسرائيل وإيران: تقييم القدرات والتحديات

شهدت المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران تصعيدات متعددة، مع تبادل الهجمات وتصريحات عالية اللهجة من كلا الطرفين، وهو ما يثير تساؤلات عن مدى قدرة كل منهما على تحقيق أهدافه على الأرض، والنظرة المستقبلية لمسار الصراع.

الاستعدادات والقيود الميدانية

  • على الرغم من التصريحات التي تتحدث عن قدرة على مواصلة القتال لأيام عدة، فإن مصادر أمنية وتقارير ميدانية تشير إلى أن مخزون الذخائر والصواريخ لدى كلا الطرفين قد يكون محدوداً بالنسبة لطول أمد الصراع.
  • انخفاض المخزون الإيراني من الصواريخ القادرة على الوصول إلى إسرائيل، وتراجع الدفاعات الإسرائيلية الاعتراضية، يشكلان تحدياً حقيقياً في ميزان القوى الحالية.
  • يبدو أن إيران تتبع استراتيجية تصعيد تدريجي، موجهة موجات من الصواريخ بهدف تجاوز الدفاعات الإسرائيلية، مع فترات تقييم وتوجيه بعد كل موجة، مما يصعب معه الاعتماد على هجوم شامل مفاجئ.

الأرقام والتقارير الميدانية

  • في بداية النزاع، كانت إيران قادرة على إطلاق ما بين ألف وألفين من الصواريخ التي يمكن أن تصل لإسرائيل، إلا أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة أدت إلى تدمير جزء كبير من منصات الإطلاق، وتراجع عدد الصواريخ المنطلقة بشكل ملحوظ.
  • تم تدمير أكثر من ثلث منصات الإطلاق الإيرانية حتى الآن، مع استمرار المحاولات الإيرانية استهداف أهداف في مناطق حضرية كانت سابقاً تعتبر أقل تعرضاً في العمليات السابقة.
  • انخفض عدد الصواريخ التي تطلقها إيران يومياً من حوالي 100 في بداية الحرب إلى أقل من 50، مع ملاحظة انخفاض في وتيرة العمليات الهجومية بشكل عام.

ردود الفعل الإيرانية وتطور العمليات الهجومية

  • تجاوزت إيران في أول يومين للهجوم 100 صاروخ، وتقلص تدريجياً إلى حوالي 50 خلال الأيام التالية، مع تنفيذ عمليات تخفيض تدريجي في حجم ووتيرة الهجمات.
  • حتى الآن، أطلقت إيران أكثر من 370 صاروخاً على إسرائيل، فيما تشير التقييمات إلى أن نطاق الهجمات محدود، نتيجة لجهود اعتراض إسرائيلية مسبقة وعمليات استهداف منصات الإطلاق.
  • يُحتمل أن توجه إيران هجمات عبر أدوات غير تقليدية، مثل الهجمات الإلكترونية أو استخدام الطائرات المسيرة، لتعويض النقص في الصواريخ التقليدية، وللضغط النفسي وتحقيق أهداف استراتيجيّة أخرى.

تأثير الهجمات على المدن والبنية التحتية

  • مطلوب من إسرائيل توزيع أولويات الدفاع، حيث تضع قواتها حماية البنى الاستراتيجية الحيوية، مما أدى إلى ثغرات في حماية المناطق السكنية الأكثر كثافة، وتأتي الهجمات الأخيرة بعد أن استهدفت مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل تل أبيب وحيفا.
  • ترى بعض التقديرات أن إيران تسعى إلى استهداف التكاليف على إسرائيل، لزيادة الضغوط، عبر توجيه ضربات لعناصر ذات قيمة معنوية أو اقتصادية عالية.

تقييم القدرات التكنولوجية والدفاعية

  • تعمل إيران على تطوير وترقية ترسانتها الصاروخية من خلال شركات دفاعية تابعة لها، تتبع منظمة الصناعات الجوية الإيرانية، والتي تعمل على إنتاج صواريخ وقذائف عالية الدقة، بعضها يتم بنظام الوقود الصلب والبعض الآخر بالنظام السائل.
  • المخزون الإيراني من الصواريخ يستند إلى قدرات إنتاج شهرية تقدر بحوالي 50 صاروخ، إلا أن العمليات الحربية الحالية دشنت إلى تراجع واضح في معدل الإطلاق، وهو ما يعكس تدمير جزء كبير من منصات الإطلاق.
  • توجد مخاوف من أن مخزون إيران المخفي قد يكون أكبر مما تظهره التقارير، وأن أكثر من نصف الترسانة لا تزال سليمة ويمكن أن تستخدم في المستقبل.

تحديات ومخاطر المستقبل

  • الجانب الأميركي يواصل دعم إسرائيل من خلال نشر أنظمة دفاع جوي متقدمة، مثل بطاريات THAAD، وسفن مزودة بنظام Aegis، بهدف تعزيز الدفاع الصاروخي ضد التهديدات الإيرانية.
  • خيارات التصعيد الإيراني تشمل استهداف البنى التحتية الحساسة، ومهاجمة قواعد أو منشآت أمريكية أو حليفة في المنطقة، مع احتمالية توسيع دائرة العمليات عبر أدوات غير تقليدية، مثل الهجمات السيبرانية والصواريخ قصيرة المدى الدقيقة.
  • تُشير التوقعات إلى أن توازن الردع يتعرض الآن لضغوط متزايدة، مع تراجع قدرة إيران على التصعيد بشكل مفاجئ، في مقابل تضائل قدرة إسرائيل على الاعتماد على مخزوناتها الدفاعية، مما قد يؤدي إلى تصعيد مستمر لفترة غير محددة خاصة مع تزايد استخدام أدوات غير تقليدية من قبل إيران.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية

في ظل استمرار هذا الصراع، تبقى احتمالات التصعيد تتوقف على القدرات على صعيد التخزين، والردع، والتدخلات الدولية، خاصة من الجانب الأميركي. وإذا استمرت معدلات الهجوم والتصعيد، فمن المرجح أن تتواصل التدخلات وتحمل على المدى الطويل، مع احتمالات أن تؤدي تلك التطورات إلى تغيير موازين القوى في المنطقة بشكل يفرض على كلي الطرفين البحث عن حلول سياسية أو تفاهمات لتخفيف التوترات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى