اخبار سياسية
هل تستخدم إسرائيل علاقاتها مع أذربيجان للضغط على إيران؟

تطورات العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل وتأثيراتها على المنطقة
شهدت العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل تطوراً ملحوظاً خلال العقود الأخيرة، خاصة في مجالات التعاون الاقتصادي والعسكري، مما يثير قلقاً متزايداً في طهران بشأن نية تل أبيب استغلال هذا التقارب في سياق التوترات الإقليمية الحالية.
خلفية العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل
- تمت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1992 بعد استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي.
- علاقة فريدة من نوعها بين دولة مسلمة ذات غالبية شيعية، وإسرائيل، تعتمد على مصالح مشتركة وتاريخ من التسامح والتعايش.
- تعاونت أذربيجان مع إسرائيل في مجالات متعددة، أبرزها الزراعة، إدارة المياه، وتكنولوجيا الرعاية الصحية، فضلاً عن التعاون في الطاقة، حيث تستورد إسرائيل جزءاً كبيراً من نفطها من باكو.
التعاون العسكري والأمني
- شهد التعاون العسكري بين البلدين نمواً ملحوظاً، حيث أبرمت صفقة أسلحة بقيمة 1.6 مليار دولار عام 2012 وتزويد أذربيجان بأنظمة دفاع متقدمة، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ.
- استخدام أنظمة ذكاء اصطناعي وطائرات مسيرة متطورة، مثل “Harop”، أثّر بشكل كبير على نتائج العمليات العسكرية الأذرية خاصة في النزاع على إقليم ناجورنو قره باغ.
- تعاون في قدرات الاستطلاع عبر الأقمار الاصطناعية، مع مشاركة في مشاريع تطوير محلية للطائرات المسيرة لتعزيز الكفاءة العملياتية.
الشائعات والتقارير الأجنبية
- هناك تقارير أظهرت أنشطة استخباراتية إسرائيلية في أذربيجان، مع مزاعم ببناء قواعد جوية وتعاون أمني مباشر، رغم النفي الرسمي من بادكو.
- مركز دراسات استراتيجي ذكر أن التعاون الاستخباراتي بين الطرفين يعد محورياً لمواجهة النفوذ الإيراني، مع إشارات لاستخدام أراضي أذربيجان في عمليات ضد طهران.
- تقارير أخرى تحدثت عن استغلال إسرائيل للأراضي الأذرية في عمليات جمع المعلومات، واستخدامها كقاعدة لانطلاق عمليات ضد إيران، مما يثير قلق طهران من التوازنات الإقليمية.
القلق الإيراني من التقارب والتوترات الحدودية
- إيران تتهم أذربيجان بأنها باتت قاعدة لعمليات إسرائيلية ضدها، مستشهدة بأنشطة تجسس وتدريبات لعناصر أميركية وإسرائيلية بالقرب من الحدود الشمالية.
- تدهورت العلاقات بشكل ملحوظ بعد هجوم على سفارة أذربيجان في طهران في يناير 2023، وإغلاق السفارة في باكو وتوترات على مستوى التصريحات والتدريبات العسكرية على الحدود.
- إيران تعارض مشروع ممر “زنجازور” الذي يربط أذربيجان بجمهورية ناخجوان، معتبرة إياه تهديداً لحدودها وحصاراً لاقتصادها الداخلي.
سياسة أذربيجان الخارجية وردود الفعل المحلية
- رئيس معهد أذربيجان للديمقراطية وحقوق الإنسان أكد أن العلاقات مع إسرائيل تعتمد على مصالح مشتركة، وأن باكو تلتزم بسياسة عدم السماح باستخدام أراضيها ضد دول الجوار، خاصة إيران.
- مصادر محلية تؤكد أن التعاون العسكري مع إسرائيل يهدف لتعزيز القدرات الدفاعية فقط، وأن أذربيجان تمتلك حدوداً طويلة مع إيران وتربطها علاقات تاريخية ودينية معها، مما يعزز موقفها في المنطقة.
الخلاصة والتوقعات المستقبلية
على الرغم من التوترات والإشارات إلى استغلال إسرائيل للعلاقات مع أذربيجان، تظل السياسة الرسمية للبلدين تشير إلى التزامهما بالمصالح الوطنية وعدم الانخراط في صراعات مباشرة، مع استمرار التعاون الاقتصادي والأمني وفقاً للحدود المرسومة. ومع تزايد الضغوط الدولية والمتغيرات الإقليمية، يظل مستقبل هذه العلاقات مرهوناً بتوازنات المصالح واستجابات القوى الكبرى في المنطقة.