الذكاء الاصطناعي يطور خليطًا من أدوية منخفضة التكلفة لمقاومة الخلايا السرطانية

استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير علاجات السرطان بشكل مبتكر
شهدت الأبحاث الأخيرة تطورًا بارزًا في مجال علاج السرطان باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث استطاع الباحثون التوصل إلى طرق غير تقليدية لإعادة توظيف الأدوية المتوفرة لتحقيق نتائج فعّالة في القضاء على الخلايا السرطانية. هذا التطور يعكس إمكانيات جديدة في التعاون بين الإنسان والآلة في سبيل تحسين العالم الطبي.
البحث والتطوير المدعوم بالذكاء الاصطناعي
- اعتمد الباحثون على نموذج ذكاء اصطناعي متقدم، يركز على تحليل الأدبيات العلمية الضخمة بحثًا عن أنماط خفية قد تشير إلى إمكانات علاجية غير مكتشفة سابقًا.
- تم توجيه النموذج للابتعاد عن الأدوية المستخدمة حاليًا في العلاج المباشر للسرطان، والتركيز على الأدوية التي يمكن أن تقتل الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الخلايا السليمة، مع إعطاء الأولوية للأدوية المعتمدة والميسورة.
- نتيجة لذلك، اقترح النموذج 12 تركيبة دوائية، وتم اختبارها مخبريًا، حيث أظهرت ثلاث منها تفوقًا على العلاجات التقليدية لسرطان الثدي.
نظام الحلقة المغلقة والابتكار في الأبحاث
- تمت تغذية نتائج الاختبارات مرة أخرى إلى النموذج، ليقترح أربع تركيبات جديدة، أظهر ثلاث منها نتائج واعدة، مع وجود نظام تعليمي تكراري لتحسين المقترحات بشكل مستمر.
- هذه الطريقة التعاونية بين الإنسان والذكاء الاصطناعي لم تُستخدم من قبل على هذا النحو في مجال أبحاث السرطان، وأسهمت في تحويل مفهوم “الهلوسة” الذي يُعرف عن نماذج الذكاء الاصطناعي إلى ميزة، حيث قد تقود روابط غير متوقعة إلى اكتشافات جديدة.
إمكانيات كبيرة لطرق جديدة في البحث العلمي
قال الباحث الرئيسي، روس كينج، إن هذا النهج يفتح آفاقًا واسعة لاستكشاف المعارف العلمية بشكل أعمق وأسرع، موضحًا أن النموذج يستطيع التنقل بين كميات هائلة من البيانات واستنتاج علاقات غير مباشرة تعزز من عملية البحث.
مثال على التركيبات التي برزت في التجارب
- مزيج سيمفاستاتين، المستخدم لخفض الكوليسترول، مع ديسولفيرام، المستخدم لعلاج الإدمان على الكحول، أظهر فعالية مبحرة ضد خلايا سرطان الثدي.
النهج العلمي في إعادة توظيف الأدوية
هذه الإنجازات تؤكد أن إعادة توظيف الأدوية الموجودة في مجالات مختلفة يمثل وسيلة أسرع وأقل تكلفة لتطوير علاجات جديدة، مع ضرورة المرور بمراحل واعدة من التجارب السريرية لضمان سلامة وفعالية هذه التركيبات على المرضى.
رؤية مستقبلية للتعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي
ذكر الباحثون أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن العلماء، بل هو أداة فاعلة تضع إمكانيات لا حصر لها تحت تصرف الباحثين، مع احتمالية أن يتجاوز حدود التخصصات وأن يدمج نتائج متعددة في فرضيات بحثية جديدة. إن هذا يضع حداً جديداً للبحث العلمي، حيث أصبح المفهوم السابق للعالم الآلي حقيقة مدعومة بدلاً من مجرد استعارة.