اتفاق غزة | الوسطاء يمهّدون لبدء المرحلة الثانية مطلع 2026

تسعى الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا إلى بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة مطلع العام المقبل، وذلك عقب محادثات جرت بين مسؤولين من الدول الأربع في ميامي توصلت إلى تفاهمات واعدة حول الانتقال إلى المرحلة التالية.
أوضح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحفي في دمشق أن تركيا تتوقع بدء المرحلة الثانية مطلع عام 2026، وأن مناقشات ميامي ركزت على العقبات التي تعترض الانتقال إلى المرحلة التالية.
ومن جهته، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن الأمور تسير بشكل جيد في اتفاق غزة، وأعرب عن أمله بأن يُعلن في يناير المقبل عن الدخول في المرحلة الثانية.
أبرز بنود المرحلة الثانية تشمل تعزيز المساعدات الإنسانية وخفض مستوى القتال والاستعداد لإجراءات الحكم والإعمار والتكامل الإقليمي.
أكد عبد العاطي أن مصر تبذل جهداً لدخول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، وأعرب عن أمله بأن يبدأ العمل بالمرحلة الثانية في يناير.
وإلى جانب ذلك، أعرب عن أمله في أن يشارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وضع حد لانتهاكات الطرف الإسرائيلي للاتفاق، مع قلق القاهرة من تصاعد الاستيطان في الضفة الغربية.
وتوصل الوسطاء الأحد إلى تفاهمات واعدة حول المرحلة الثانية خلال اجتماع في ميامي، لمراجعة ما تحقق في المرحلة الأولى وتأكيد العمل على تعزيز المساعدات الإنسانية وخفض الأعمال القتالية والتحضير لترتيبات الحكم والإعمار والتكامل الإقليمي، وفق بيان مشترك.
وتتضمن المرحلة الثانية انسحاباً إضافياً من الإسرائيليين، وتشكيل آلية حكم انتقالية عبر هيئة دولية تشرف على إدارة غزة (مجلس السلام)، إضافة إلى ترتيبات أمنية تشمل نزع سلاح حركة حماس ومنع إعادة التسلح.
وحظيت هذه الرؤية بدعم عبر قرار مجلس الأمن الدولي، الذي تطرق إلى إطار قوة استقرار دولية وآلية حكم انتقالية.
سلطة موحدة من غزة
قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عبر منصة X إن اجتماعاً عقدته الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا في ميامي لمراجعة تنفيذ المرحلة الأولى والتحضير للمرحلة الثانية.
وأشار ويتكوف إلى أن المرحلة الأولى أحرزت تقدماً في توسيع المساعدات الإنسانية، وإعادة جثامين المحتجزين، وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية، وخفض مستوى الأعمال القتالية.
وأوضح أن النقاشات الخاصة بالمرحلة الثانية جرى خلالها التأكيد على تمكين هيئة حاكمة في غزة تحت سلطة غزة موحدة، بما يضمن حماية المدنيين والحفاظ على النظام العام.
لفت المبعوث الأميركي إلى أن الاجتماع بحث أيضاً إجراءات التكامل الإقليمي، بما في ذلك تسهيل التجارة، وتطوير البنية التحتية، والتعاون في مجالات الطاقة والمياه والموارد المشتركة الأخرى، كعناصر أساسية لتعافي غزة وتحقيق الاستقرار الإقليمي والازدهار على المدى الطويل.
أوضح أن المشاركين عبّروا عن دعمهم لإقامة مجلس السلام على المدى القريب وبدء عمله بوصفه إدارة انتقالية للمسارات المدنية والأمنية ومسارات إعادة الإعمار.
وتابع ويتكوف أن النقاشات أكدت الالتزام بجميع بنود خطة السلام ذات النقاط العشرين التي طرحها ترامب، ودعا جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها وضبط النفس والتعاون مع ترتيبات مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، مع مواصلة المشاورات خلال الأسابيع المقبلة لدفع تنفيذ المرحلة الثانية.
زيارة نتنياهو إلى واشنطن
كانت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية ذكرت أن ترمب يعتزم إعلان انتقال عملية السلام في غزة إلى المرحلة الثانية والكشف عن هيكل الحكم الجديد في القطاع قبل أعياد الميلاد، مع توقع أن يجتمع نتنياهو مع ترامب في الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة لمناقشة المرحلة التالية من الاتفاق.
وأبلغ الرئيس الأميركي نتنياهو بأنه يتوقع أن يكون شريكاً أفضل في ملف غزة، وهو ما يسعى لإسناده في إطار دفع المرحلة الثانية لتجنب العودة إلى الحرب والحفاظ على وقف إطلاق النار الهش، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في أكتوبر، رغم سقوط مئات الفلسطينيين.
وحتى الآن، كان أحد مكوّنات المرحلة الأولى الإفراج عن المحتجزين الأحياء والجثامين بشكل رئيسي من قبل حركة حماس، وهو جزء شبه مكتمل، إذ تبقى رفات أحد المحتجزين فقط.




