ويتكوف: المحادثات حول أوكرانيا في فلوريدا مثمرة وبنّاءة

أفاد المبعوث الروسي الخاص كيريل دميترييف بأن أجرى خلال اليومين الماضيين في ولاية فلوريدا اجتماعات وصفها بأنها مثمرة وبناءة مع الوفد الأميركي، ضمن الجهود الرامية لتمكين تطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في أوكرانيا.
وأضاف ويتكوف في بيان نشره دميترييف عبر منصة إكس أن روسيا لا تزال ملتزمة بتحقيق السلام مع أوكرانيا، وتثمن عاليا جهود الولايات المتحدة ودعمها لحل النزاع وإعادة الأمن العالمي.
ضم الوفد الأميركي خلال المحادثات المبعوثين ويتكوف وكوشنر ومسؤول البيت الأبيض جوش جرونباوم.
تنسيق بين أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا
بعد ذلك، أوضح البيان أن المحادثات التي جرت على مدار ثلاثة أيام في فلوريدا جمعت الولايات المتحدة وأوكرانيا وشركاءها الأوروبيين، وتركَّزت على الضمانات الأمنية وخطط السلام والازدهار الاقتصادي.
وضم الوفد الأوكراني مستشار الأمن القومي والدفاع رستم عمروف ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أندريه هناتوف، بينما شمل الوفد الأميركي المبعوثين ويتكوف وكوشنر وجوش جرونباوم.
وأشار ويتكوف في البيان الذي نشره عمروف إلى أن كبار المستشارين الأوروبيين للأمن شاركوا أيضاً في المناقشات، بهدف تنسيق نهج استراتيجي مشترك بين أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا.
4 مستندات رئيسية
ولفت إلى عقد اجتماع منفصل بصيغة أميركية-أوكرانية، جرى خلاله التركيز على أربع مستندات رئيسية: مواصلة تطوير خطة من 20 نقطة، وتنسيق المواقف بشأن إطار ضمانات أمنية متعددة الأطراف، وتنسيق إطار ضمانات أمنية أميركية لأوكرانيا، إضافة إلى مواصلة تطوير خطة اقتصادية وخطة للازدهار.
وأكّد المبعوث الأميركي وجود اهتمام خاص بمناقشة الجداول الزمنية وتسلسل الخطوات المقبلة، مشيراً إلى أن أوكرانيا لا تزال ملتزمة بالكامل بتحقيق سلام عادل ومستدام.
وأضاف أن الأولوية المشتركة هي وقف القتال، وضمان الأمن، وتهيئة الظروف لتعافي أوكرانيا واستقرارها وازدهارها على المدى الطويل، مع التأكيد على أن السلام لا ينبغي أن يكون مجرد وقف لإطلاق النار بل أساساً لمستقبل مستقر.
وتأتي هذه التصريحات بعدما قال دميترييف إن دعاة الحرب لم يتمكنوا من منع المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا في ميامي.
بوتين ينتظر تقريراً مفصلاً
ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن دميترييف سيقدم تقريراً مفصلاً إلى الرئيس بعد المفاوضات التي سيجريها في ميامي بشأن أوكرانيا، وأنه سيحصل خلالها على معلومات حول اتصالات واشنطن مع الأوكرانيين والأوروبيين، مؤكداً أن بوتين لم يبعث أي معلومات أو رسائل إلى الوفد الأميركي عبر دميترييف.
وأضاف أن لا يجوز ربط ملف التسوية في أوكرانيا بالعلاقات الثنائية الروسية-الأميركية، وأن روسيا والولايات المتحدة يمكنهما إبرام اتفاقيات لمشروعات ذات منفعة متبادلة.
من جهته، قال يوري أوشاكوف كبير مستشاري السياسة الخارجية لبوتين إن التغييرات التي أدخلها الأوروبيون والأوكرانيا على المقترحات الأميركية لم تحسن فرص السلام، وأشار إلى أنه لم يطلع بعد على الصيغة النهائية المكتوبة.
تحركات أوروبية
كانت مقترحات الولايات المتحدة لإنهاء الحرب قد سُرّبت إلى وسائل الإعلام الشهر الماضي، ما أثار مخاوف أوروبا وأوكرانيا من أنها تميل لصالح روسيا وأن إدارة ترمب قد تضغط على كييف لتقديم تنازلات كبيرة.
ذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن رئيس الوزراء بحث مع ترمب الجهود المبذولة لتحقيق “نهاية عادلة ودائمة” للحرب في أوكرانيا، وذلك عقب محادثات جرت في فلوريدا، وأطلع رئيس الوزراء على مستجدات عمل تحالف الراغبين الرامي إلى دعم كييف.
رحّبت الرئاسة الفرنسية بإبداء بوتين استعداده للدخول في حوار مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الحرب في أوكرانيا، وقال المتحدث باسم الكرملين إن بوتين أبدى استعداده للحوار مع ماكرون، وأكد الإليزيه أن أي محادثات ستجري بشفافية كاملة مع زيلينسكي والحلفاء الأوروبيين، وفق تقرير لصحيفة لوموند.
وخلال سياق أوروبي آخر، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة على تقديم 90 مليار يورو لأوكرانيا لتلبية احتياجاتها العسكرية والاقتصادية في العامين المقبلين، لكنهم فشلوا في تجاوز الخلافات حول استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل الحزمة، ما دفع إلى الاقتراض من أسواق رأس المال.




