بدأ الانهيار في أوروبا.. خبراء مصريون يتحدثون عن أسوأ مأزق تاريخي

أعلن ممثل عن بوتين أن الانهيار في الاتحاد الأوروبي بدأ نتيجة تبعات سياسات الولايات المتحدة وحروب الوكالة، مع الإشارة إلى قرار وكالة فيتش بوضع شركة يوروكلير تحت المراقبة وتوقعات سلبية بسبب الخطة الأوروبية لاستخدام أصول روسية مجمدة في تمويل قروض موجهة لأوكرانيا، ورأت الوكالة أن هذه الخطوة قد تزيد المخاطر القانونية والتشغيلية وتؤدي مستقبلاً إلى خفض التصنيف الائتماني للشركة.
يوركلير تتلقى ضربة موجعة من فيتش بسبب الأصول الروسية
أوضحت الوكالة أن أوروبا تواجه أكبر ورطة اقتصادية في تاريخها الحديث، إذ ترتكز الأزمة على عجز الموازنات والدين عام وارتفاع الفوائد، كما أن تسريبات موازنة بريطانيا وضعف الاقتصاد الألماني والفرنسي وانسحاب المستثمرين من الأسواق كلها مؤشرات على تراجع الثقة، في حين بدأت الأسواق المالية تعيد تسعير المخاطر وتراجعت البورصات الأوروبية وتجمّدت مشاريع كبرى ووصلت الأزمة إلى قلب الصناعة الأوروبية.
الدكتورة وفاء علي: أوروبا تدفع ثمن الانزلاق وراء سياسات واشنطن Protect
وأكدت الدكتورة وفاء علي، أستاذة الاقتصاد والطاقة، أن مآلات المشهد تشير إلى أن أوروبا تدفع ثمناً بسياسات الولايات المتحدة في حروب الوكالة، وأن جرس الإنذار يدق في القارة بسبب دعمها لأوكرانيا دون تحفظ بينما تراقب الولايات المتحدة اقتصادها عن قرب، كما أشارت إلى أن الأسواق الأوروبية لم تهدأ منذ اندلاع الحرب ما أدى إلى ارتباك هيكلي وتفكك في قلب الاقتصاد الأوروبي، مع تحذير من أن مستقبل الناتو كله أصبح في خطر.
الركود يلوح في الأفق وتراجع الثقة في الأسواق الأوروبية
ولفتت إلى أن الأزمة لا تعود فقط للحرب الروسية-الأوكرانية بل إلى قواعد الرسوم والتعريفات السردية التي أدخلت أوروبا في دائرة الخطر، وأشارت إلى أن أوروبا تعاني من ورطة اقتصادية مع عجز ميزاناتها وارتفاع الدين والفوائد وتراجع الثقة مع إغلاق مشاريع كبرى وتراجع الاستثمار، كما أشارت إلى أن النمو المتوقع في 2025 لا يتجاوز 1.3% وهو أبطأ من النمو الأمريكي، ما يزيد الشكوك حول مستقبل النمو الأوروبي.
ماكرون يدعو الاتحاد الأوروبي لمعالجة الخلل التجاري مع الصين
ودعا الرئيس ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى معالجة الخلل التجاري مع الصين، مع إشارة إلى أن الاقتصاد الفرنسي يعاني من دين يفوق 3.3 تريليون يورو، حيث يقابل كل يورو إنفاق 1.5 يورو فائدة، ما يجعل فوائد الدين تبلغ نحو 67 مليار يورو، كما أن خطط التقشف فشلت، وأن النمو المتوقع في 2025 ليس أعلى من النمو الأمريكي، في ظل اتهام واشنطن لأوروبا بأنها ضعيفة، وتؤكد التحليلات أن الركود قد يلوح في الأفق مع استمرار التضخم وتباطؤ الإنتاج وتراجع التنافسية وارتفاع تكاليف الطاقة وارتفاع الإنفاق العسكري إلى نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
الانسحاب الأوروبي وصعود الصين
ووصفت الدكتورة علي ما يحدث بأنه فتح الأسواق على مصراعيها لغزو الصناعة الصينية، مشيرة إلى أن أوروبا تتنازل عن مكانتها للعملاق الصيني المكتسح رغم تآكل القوة الشرائية وانهيار العوامل التي كانت تسهم في إنعاش اقتصادها، ودعت إلى الاستيقاظ قبل فوات الأوان والتحرر من الارتباط العضوي بالأمريكيين والدخول إلى العام الجديد بروح مختلفة.
دراسة: ألمانيا خسرت 73% من صادراتها إلى روسيا بسبب العقوبات
وأظهرت دراسة ألمانية أن ألمانيا خسرت نحو 73% من صادراتها إلى روسيا بسبب العقوبات، وهو مؤشر إضافي على ثقل الأزمة على الاقتصاد الأوروبي وبالأخص على ألمانيا كقوة صناعية رئيسية في القارة.
ألمانيا: مشكلة هيكلية وتحدي التصدير للولايات المتحدة والصين
من جانبه، شرح الدكتور محمد أنيس أن التمدد غير المسبوق للسلع الصينية في الأسواق العالمية يمثل ضغطاً على السوق الأوروبية ووصفه بأنه أزمة كونية تهدد هيكل الصناعة العالمية وتفقد معايير المنافسة العادلة مصداقيتها، كما أن الاتحاد الأوروبي يعاني من مشكلات هيكلية عميقة رغم أن السياسة النقدية متوازنة نسبياً، فالمسألة المالية في مأزق حقيقي، وأكد أن ألمانيا لم تحقق نمواً ملموساً منذ خمس سنوات وتواجه تحدياً مزدوجاً في التصدير إلى الولايات المتحدة والصين في ظل توجه الصين نحو الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
لأول مرة منذ 88 عاماً: فولكسفاغن تستعد لإغلاق خط إنتاج في ألمانيا
أشار المصدر إلى أن فولكسفاغن تستعد لإغلاق خط إنتاج في ألمانيا لأول مرة منذ 88 عاماً، وهو مثال صارخ على التراجع الاقتصادي وتعاظم التحديات الصناعية في القارة.
خلاصة التحذير والدعوة إلى تحرك دولي عاجل
وأكد الدكتور أنيس أن استمرار هذا الميزان التجاري الخاسر أمام الصين لا يهدد الاقتصاد فحسب بل يهدد قيم العدل والتبادل ويجب تحرك دولي عاجل لحماية الصناعات الوطنية وضمان عدالة التبادل التجاري، مطالباً بتحرك دولي لحماية الصناعات الوطنية وضمان عدالة التبادل التجاري في ظل هذا التراجع الأوروبي وتصدر الصين للمشهد الصناعي العالمي.




