اخبار سياسية

مناورات صينية ضخمة حول تايوان كـمحاكاة للحصار.. وتايبيه: لا نسعى للتصعيد

أطلقت الصين صواريخ باتجاه مواقع في محيط تايوان، الثلاثاء، ونشرت سفناً هجومية برمائية جديدة إلى جانب قاذفات وسفن حربية، لتطويق الجزيرة في اليوم الثاني من أكبر مناوراتها الحربية، التي تهدف إلى التدرب على “فرض حصار”، في حين اعتبر الرئيس التايواني لاي تشينج تي التدريبات الصينية “لا تتفق مع السلوك المتوقع من قوة كبرى مسؤولة”، مؤكداً أن “تايبيه لا تسعى لتصعيد الموقف”.

وقالت قيادة الجبهة الشرقية بالجيش الصيني إن مناورات بالذخيرة الحية ستجري حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي في المجال البحري والجوي لخمسة مواقع محيطة بتايوان وقبالة الساحل الصيني، بينما أجرت وحدات من القوات البحرية والجوية تدريبات على ضرب أهداف بحرية وجوية إضافة إلى عمليات مضادة للغواصات شمال وجنوب الجزيرة.

وبدأت المناورات التي أطلق عليها اسم “مهمة العدالة 2025” Justice Mission 2025 بعد 11 يوماً من إعلان الولايات المتحدة عن حزمة أسلحة قياسية بقيمة 11.1 مليار دولار لتايوان، وهي أكبر مناورات تجريها بكين حتى الآن من حيث المساحة الإجمالية وأقربها من الجزيرة.

التصعيد والتدريب العسكري

قال مسؤول أمني كبير في تايوان لوكالة “رويترز” إن تايبيه تراقب ما إذا كانت هذه الجولة الكبيرة من المناورات ستتضمن أيضاً إطلاق الصين صواريخ فوق تايوان، كما فعلت في ذلك الوقت. وأضاف المسؤول: “يبدو أيضاً أن بكين تستخدم المناورات للتدرب على ضرب أهداف برية مثل نظام HIMARS الأميركي الصنع، وهو صاروخ مدفعي عالي الحركة مداه نحو 300 كيلومتر، يمكن أن يضرب أهدافاً ساحلية في جنوب الصين”.

تايبيه: لا نسعى للتصعيد

قال الرئيس التايواني لاي تشينج تي في منشور على فيسبوك إن التدريبات الصينية “لا تتفق مع السلوك المتوقع من قوة كبرى مسؤولة”، وأضاف أن القوات على الخطوط الأمامية مستعدة للدفاع عن الجزيرة، لكن تايبيه لا تسعى لتصعيد الموقف.

من جانبه، قال وزير الدفاع التايواني، ويلينغتون كو، في منشور على منصة إكس إن “الأعمال الاستفزازية للجيش الصيني تهدد الاستقرار الإقليمي وحركة المرور المدنية. وبناءً على توجيهات الرئيس، سترد القوات المسلحة التايوانية بهدوء وستحمي أمن أمتنا وديمقراطيتها”.

وأكدت وزارة الدفاع التايوانية إجراء الصين مناورات بالذخيرة الحية شمالي الجزيرة صباح الثلاثاء، وأن حطاماً دخل المنطقة المتاخمة لها، والمحددة بمسافة 24 ميلاً بحرياً من الشاطئ.

وتقع تايوان بجانب مسارات شحن رئيسية، حيث تمر بضائع قيمتها نحو 2.45 تريليون دولار عبر مضيق تايوان كل عام، ويشكل المجال الجوي فوق الجزيرة قناة بين الصين التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم والأسواق سريعـة النمو في شرق وجنوب شرق آسيا.

وذكرت هيئة الطيران المدني في تايبيه أن 11 مساراً من مسارات الطيران تأثرت بالتدريبات، ومع ذلك بدا أن الاضطراب في الرحلات الدولية كان في الحد الأدنى. وقال لي هانمينغ، محلل طيران مقيم في الولايات المتحدة، إن شركات الطيران التجارية تستخدم بكثافة ممرين جويين متجهين إلى الشمال الشرقي للجزيرة متجهين نحو اليابان.

وقال مسؤول في خفر السواحل التايواني لوكالة “رويترز” إن 14 سفينة تابعة لخفر السواحل الصينية واصلت الإبحار حول المنطقة المتاخمة للجزيرة، ودخل بعضها في مواجهات مع سفن الجزيرة، مضيفاً أن تايوان استخدمت “تقنيات صنع الأمواج والمناورة” لإجبار السفن الصينية على التراجع.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن 130 طائرة عسكرية صينية، و22 سفينة تابعة للبحرية وخفر السواحل ظلت نشطة حول الجزيرة خلال الساعات الأربع والعشرين حتى السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي.

واصلت وسائل الإعلام الحكومية الصينية نشر الملصقات الدعائية، بما في ذلك ملصق بعنوان “مطارق العدالة” يظهر رئيس تايوان لاي تشينج تي وهو يُسحق بمطرقة تضرب جنوب الجزيرة بينما تضرب مطرقة أخرى شمالها.

كما سلطت صحف صينية الضوء على أول نشر للسفينة الهجومية البرمائية طراز 075 (Type 075)، ونشرت خرائط توضح تطويق المناورات للجزيرة والمنطقة المخصصة للذخيرة الحية.

وقال تشانغ تشي، أكاديمي في جامعة الدفاع الوطني الصينية، إن السفينة يمكنها إطلاق طائرات هليكوبتر هجومية وزوارق إنزال ومركبات مدرعة ودبابات برمائية في وقت واحد.

نشرت قوات الجيش الصيني، الاثنين، مقطع فيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي يصور روبوتات آلية تشبه البشر وطائرات ميكرودرونز وكلاباً آلية مسلحة تهاجم الجزيرة.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنه من بين المناطق السبع التي حددتها الصين للتدريبات بالذخيرة الحية، تداخلت خمس منها مع المياه الإقليمية لتايوان، والتي محددها 12 ميلاً بحرياً من الساحل.

وأشار الجيش الصيني إلى أنه نشر الثلاثاء مدمرات وقاذفات قنابل ووحدات أخرى للتدريب على الهجمات البحرية والدفاع الجوي والعمليات المضادة للغواصات. ومن شأن التدريبات “اختبار قدرة القوات البحرية والجوية على التنسيق من أجل الاحتواء والسيطرة المتكاملة”.

آثار وتطورات ميدانية والتقديرات الأمريكية

وقالت قيادة الجبهة الشرقية بالجيش الصيني الإثنين إن محاكاة حصار ميناء كيلونج الحيوي في المياه العميقة بشمال تايوان وكاو شيونغ (Kaohsiung) في جنوب تايوان، أكبر موانئها، كان محورياً في التدريبات.

وتوقع تقييم لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) نقلته “رويترز” أن تكون الصين “قادرة على خوض حرب على تايوان والانتصار فيها بحلول نهاية عام 2027″، وهو ذكرى المئة عام لتأسيس الجيش الصيني.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن حزمة أسلحة لتايوان قبل أسبوعين من تلك التدريبات، في إطار دعم عسكري يوسع قدرة تايوان الدفاعية ويُعد الأكبر من نوعه حتى الآن من حيث القيمة والمجال. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى