السلطات السورية تعلن سيطرتها على اشتباكات الساحل وتواصل الحوار مع جميع الأطراف

الوضع الأمني والحوار في الساحل السوري
تؤكد السلطات استقرار الوضع الأمني في محافظة اللاذقية وتواصل الحوار مع جميع أطياف المجتمع، وتعمل على حماية التظاهرات وتأمينها ومنع أي احتكاكات.
بعد اشتباكات أودت بحياة عنصر أمني وسقوط ثلاثة أشخاص وإصابة نحو ستين، شهدت مدن الساحل تظاهرات دعا إليها شيخ غزال غزال رئيس المجلس الأعلى للطائفة العلوية، وفي الوقت نفسه اتهمت السلطات فلول النظام السابق بالاعتداء على قوات الأمن والمدنيين.
وقال محافظ اللاذقية محمد عثمان إن الأمن سيطر على الاشتباكات، وإن قوى الأمن والشرطة وُجهت منذ البداية لحماية التظاهرات وتأمينها ومنع أي احتكاكات.
وذكر أن معظم الاحتجاجات انتهت دون مشاكل، بينما شهدت بعض المناطق محاولات من أشخاص مطلوبين ومرتبطين بفلول النظام السابق وأجندات خارجية لتشتيت المطالب والاعتداء على عناصر الأمن.
جلسات حوار وتواصل مجتمعي
ولفت محافظ اللاذقية إلى أن الدولة تقف على مسافة واحدة من جميع أبناء المحافظة وتواصل عقد جلسات حوار ولقاءات مباشرة مع مختلف المكونات لنقل مطالبهم والعمل على تلبيتها وخدمة المواطنين.
وقال إن الرئيس السوري أحمد الشرع استمع بشكل مباشر لمطالب أهالي الساحل خلال لقاءات عُقدت مؤخراً، وجرى الإفراج عن عشرات الموقوفين في إطار مقاربة إصلاحية شفيفة وجدية.
اعتبر أن البيانات الصادرة عن وجهاء الطائفة العلوية الداعين إلى نبذ الدعوات الخارجية والتحريض الطائفي تعكس الواقع الحقيقي في المحافظة، وأكد أن محاولات العزف على الوتر الطائفي أو الترويج للفدرالية مرفوضة وتتنافى مع الثوابت الوطنية وفي مقدمتها وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
وشدّد على استمرار الحوار مع جميع الأطياف والمكونات، وتعزيز السلم الأهلي، والتركيز على المرحلة المقبلة لبناء سوريا جديدة تجمع كل السوريين تحت مظلة الوحدة الوطنية.
دور الجيش والجهات الأمنية في حفظ الأمن
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع السورية نشر مجموعات من الجيش مدعومة بآليات مصفحة ومدرعات في مراكز مدن اللاذقية وطرطوس، لحفظ الأمن وإعادة الاستقرار بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي.
وأفادت سانا بأن مسلحين من فلول النظام السابق أطلقوا النار في اللاذقية وقتلوا عنصراً من قوى الأمن.
وقالت قناة الإخبارية السورية إن إطلاق النار كان بشكل مباشر أثناء حماية المحتجين في دوار الأزهري باللاذقية.
وأوضح قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية عبد العزيز الأحمد أن بعض العناصر الملثمة والمسلحة تابعة لسرايا درع الساحل وسرايا الجواد واعتدت على عناصر الأمن خلال الاحتجاجات في مدينتي اللاذقية وجبلة.
وأفادت سانا بأن عنصرين من قوى الأمن الداخلي أصيبا في ريف بانياس جراء إلقاء مجهولين قنبلة يدوية على قسم العنازة.
أولوية الساحل في الرؤية الوطنية
وفي نهاية نوفمبر قال الرئيس السوري الشرع إن الساحل السوري من أبرز أولويات العمل الوطني بسبب موقعه الحيوي على ممرات التجارة الدولية ودوره في تعزيز الربط الاقتصادي بين سوريا ودول المنطقة.
ولفت إلى أن الساحل السوري يمتلك مقومات تعبّر عن تماسك المجتمع وتنوعه، وأنه لا يجوز أن تكون هناك أفكار عن الانفصال أو الفيدرالية، فحتى الدول الفيدرالية لديها مؤسسات سيادية مركزية لا يمكن تجزئتها.
وأكد أن الجغرافيا السورية مترابطة ومتكاملة، وأنه من الصعب فصل الساحل عن بقية المناطق، كما أن الساحل مرتبط بموارده بالمنطقة الشرقية، وأن سوريا بلا منفذ بحري تفقد جزءاً أساسياً من قوتها الاقتصادية والاستراتيجية.




