مفاوضات أوكرانيا: واشنطن وكييف يبحثان تفاصيل حاسمة.. وموسكو تعتبر التقدم بطيئاً

أعلن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أنه ناقش مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر سبل إنهاء الحرب الروسية بما وصفه بأنه خطوات واتفاقات واقعية وموثوقة.
محادثات زيلينسكي مع المبعوثين الأميركيين وتفاصيلها
وذكر زيلينسكي في منشور على منصة إكس أن المحادثة كانت جيدة جداً وشكر ويتكوف وكوشنر على النهج البناء والعمل المكثف وتمنيات عيد الميلاد للشعب الأوكراني. وأوضح أنهم يعملون على مدار الساعة لتقريب نهاية الحرب الوحشية وضمان أن تكون جميع الوثائق والخطوات واقعية وفعالة وموثوقة. وأشار إلى أنه تم مناقشة تفاصيل جوهرية للعمل الجاري وهناك أفكار جيدة يمكن أن تقود إلى نتيجة مشتركة وسلام دائم، فالأمن الحقيقي والتعافي الحقيقي والسلام الحقيقي هي ما يحتاجه الجميع، أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا وكل شريك يساعدنا.
وختتم أن عدداً من المسؤولين الأوكرانيين انضموا إلى المحادثة مثل رستم عمروف واندري سيبيها، وأضاف أن اتفاقاً جرى على أن يتحدث عمروف اليوم مع ويتكوف وكوشنر، معتبراً أن هذه الطريقة الصحيحة هي ألا نضيع يوماً واحداً أو فرصة تقرب النتيجة، ونأمل بأن تكون المحادثة خطوة أخرى نحو السلام.
ردود روسية وتطورات المفاوضات
في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن التقدم في المفاوضات مع الولايات المتحدة مستمر ولكنه بطيء، وأن هناك محاولات ضارة وخبيثة من بعض الدول الأوروبية الغربية لتقويض هذه الجهود وإفشال التطورات الدبلوماسية. ودعت في الحوار مع الإدارة الأميركية إلى معارضة هذه العملية المدمرة بنشاط.
واتهمت الداعمين الأوروبيين لنظام كييف بأنهم يراهنون على تصعيد الصراع واستمرار القتال حتى مقتل آخر أوكراني، وقالت إنهم يريدون المال، وأضافت أن أوروبا ستستخدم أموالاً كبيرة لدمجها في خطة التنمية الاقتصادية لأوكرانيا بينما لم تعتبرها جزءاً من خطط الاتحاد الأوروبي، وهو قول تعتقد فيه أنها تدفع باتجاه مذبحة.
يذكر أن زيلينسكي قد عرض الثلاثاء خطة سلام من 20 نقطة صيغت من قبل مسؤولين أوكرانيين وأميركيين وأوروبيين، وتضمنت تعديلات عن الخطة التي وُضعت في أكتوبر وكانت تقضي بتنازلات من الجانب الأوكراني واستبعاد عضوية الناتو.
ومن جانب الكرملين، قال المتحدث دميتري بيسكوف إنهم سيقومون بتحليل ما سلّمه مبعوث الرئيس الروسي إلى بوتين وسيواصلون المضي في الحوار مع الأميركيين بناءً على قرارات رئيس الدولة، مؤكداً أن لن يكون هناك تعليق في حينه وأن المفاوضات تجرى في جلسات مغلقة كما ي reiter.
ويتابعة التطورات، واصل الرئيس الأميركي ترامب ضخ دعوته لإمكان التوصل إلى اتفاق، بينما تشهد الجهود التي تقودها ويتكوف وكوشنر تقدماً بطيئاً في الأسابيع الأخيرة.
آراء روسية وتحليلات حول التعديلات على خطة السلام
وردت تعليقات روسية رافضة بشكل واضح للتعديلات الأوروبية والأوكرانية على خطة السلام، فقد قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف إن نحو 417 ألف مجند وقعوا عقوداً جديدة للانضمام إلى الجيش الروسي في 2025، وهو رقم يتوافق جزئياً مع تقديرات مستقلة.
وكتب المحلل أندريه نيزاموتدينوف في وكالة تاس أن معرفة سطحية بالنص توضح أن الخطة غير مقبولة لروسيا ومن غير المرجح أن يتفق رعاة كييف الغربيون على بنود معينة، واصفاً المقترح بأنه سخيف ومنفصل عن الواقع. كما رأى أنه يهدف إلى كسب الوقت ولوضع واشنطن في موقف مختلف، مع الحفاظ على تعاطف جزء من النخب الأوروبية التي لا تتخلى عن أمل في هزيمة روسيا بقيادة كييف.
وتحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن تعليق أليكسي ناعوموف المولود في موسكو، قائلاً إن الخطة مجرد “مهزلة مطلقة” وأن الفكرة هي عرض حل وسط على الأميركيين ثم إلقاء اللوم على روسيا في فشل المفاوضات. كما قال جورجي بوفت إن الخطة لا تقدم حلاً وسطاً في قضايا الأراضي أو محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
وأشارت واشنطن بوست إلى رأي المدون العسكري ألكسندر كوتس بأن المقترح “ميت منذ ولادته” وغير مقبول، مع ملاحظات حول التناقض بين جيش أوكراني كبير وهدف روسي معلن لتجريد أوكرانيا من السلاح، واستمرار المطالب بشأن مناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا. من جهتها سخرت مقدمة البرامج أولغا سكابييفا من البنود الرئيسية مثل القيود على الجيش وأزمة محطة زابوريجيا ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، ووصفتها بأنها “مطالب مجنونة لزيلينسكي”.
وفي كراملينية، كتب المحلل ألكسندر جريشين في كومسومولسكايا برافدا أن الخطة زائفة ولا تتضمن أي إشارة إلى تفاهمات القمة الأميركية-الروسية في ألاسكا، معتبرًا أن هذه المحاولة لا تحمل أي حل وسط حقيقي حول الأراضي أو المناطق التي تطالب بها روسيا.




