كم من الغاز ستكفي إسرائيل بعد توقيع أضخم اتفاقية مع مصر؟

نشر تقرير اليوم الثلاثاء بحسب قناة i24news الإسرائيلية تقييمًا شاملاً لأول عقد من تطبيق “خطة الغاز” الوطنية، مشيرًا إلى إنجازات غير مسبوقة على المستويات الاقتصادية والبيئية والجيوسياسية وتأثيراتها المحتملة على مصر وإسرائيل.
وأظهرت البيانات أن احتياطات الغاز الطبيعي في إسرائيل ارتفعت بنحو 40% منذ عام 2012 لتصل إلى 1,044 مليار متر مكعب، رغم الارتفاع الكبير في الاستهلاك المحلي والإنتاج للتصدير.
ويقُول التقرير إن إسرائيل باتت حاليًا في مرتبة متقدمة، فـهي تحتل المرتبة الثانية بين دول منظمة التعاون والتنمية OECD من حيث احتياطيات الغاز للفرد، كما تتصدر نسبة ادخار الغاز للأجيال القادمة حيث 75% من الاحتياطيات محفوظة داخل البلاد.
وبحسب BD0، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في إسرائيل بنحو 20% منذ اعتماد الخطة، فيما ارتفعت الأسعار العالمية بنحو 57% في المتوسط.
تقييمات اقتصادية وبيئية وتأثيرات جيوسياسية
وينعكس هذا الانخفاض إيجابًا على المستهلكين، إذ تراجعت أسعار الكهرباء بنحو 16% وأصبحت أقل بنحو 50% من المتوسط الأوروبي.
وقدر التقرير أن المساهمة الاقتصادية لقطاع الغاز تتجاوز نصف تريليون شيكل، مع التركيز على تقليل تكاليف الطاقة وخفض التكاليف البيئية.
وبناءً على الحسابات، وفّرت كل أسرة إسرائيلية في المتوسط 1,190 شيكل شهريًا خلال العقد الماضي، بما يعادل أكثر من 170 ألف شيكل تراكميًا.
كما أشارت البيانات إلى أن إيرادات الخزينة من صناعة الغاز تجاوزت 31 مليار شيكل حتى الآن، مع توقع وصولها إلى 635 مليار شيكل بحلول عام 2062، على أن ترتفع الإيرادات الشهرية من القطاع ابتداءً من 2027 لتتجاوز مليار شيكل شهريًا.
وتبرز “قفزة نوعية” في البعد الاستراتيجي، إذ أصبحت إسرائيل المورِّد الطاقة الرئيسي لمصر والأردن، حيث يشكل الغاز 85% من التبادل التجاري في مجال الطاقة مع هاتين الجارتين.
وأكد التقرير أن التصدير لا يتعارض مع الأمن الطاقي، بل يسهم في جذب الاستثمارات وتطوير البنية التحتية وزيادة فوائض الاقتصاد.
وعلى الصعيد البيئي، أورد التقرير أن استخدام الغاز ساهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45% وتقليل الملوثات الهوائية الخطرة بنسبة تتراوح بين 79% و90%، محققًا وفورات بيئية تراكمية بلغت نحو 256 مليار شيكل.
وختامًا، أكد التقرير أن إسرائيل أنهت العقد الأول من “خطة الغاز” كقوة طاقية إقليمية تتمتع باستقرار وانخفاض في أسعار الطاقة، وارتفاع في الأمان الطاقي، ومساهمة اقتصادية واسعة، وريادة بيئية.
أشار التقرير إلى تحديات قادمة تتمثل في توسيع شبكات التخزين والنقل، وتشجيع مزيد من عمليات الاستكشاف، والاستمرار في التصدير بمسؤولية لضمان استدامة هذه الإنجازات للأجيال المقبلة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت عن تحذيرات وانتقادات داخلية بشأن الصفقة التاريخية والضخمة مع القاهرة التي بلغت قيمتها نحو 35 مليار دولار.
ركزت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية على التأثيرات الإيجابية، مشيرة إلى أن الصفقة الأضخم في تاريخ إسرائيل باتت على أعتاب التنفيذ بعدما منحت وزارة الطاقة التصريح النهائي للتصدير من حقل لوياثان دون قيود إضافية.
وينص الاتفاق الموقع في أغسطس على تصدير 130 مليار متر مكعب حتى عام 2040 بقيمة تتجاوز 100 مليار شيكل، بعد مفاوضات مكثفة لتوازن بين التصدير والاحتياجات المحلية.
المصدر: i24news




