على الرغم من ضغوط ترامب.. ناقلات خاضعة للعقوبات تواصل تحميل النفط الفنزويلي

واصلت أكثر من عشر ناقلات نفط وجودها قبالة سواحل فنزويلا منذ كثفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب جهودها للحد من عائدات كراكاس النفطية عبر استهداف السفن الخاضعة للعقوبات، وفق ما أوردته بلومبرغ.
وأظهرت بيانات شركة كيبلر للشحن البحري أنه منذ 11 ديسمبر الجاري جرى تحميل نحو 14 سفينة نفط، من بينها 6 ناقلات على الأقل خاضعة للعقوبات، وجرت معظم عمليات التحميل في موانئ باخو جراندي وبويرتو خوسيه.
وتشير البيانات إلى أن عمليات التحميل ما زالت مستمرة بوتيرة قريبة من المعتاد، رغم التصعيد والتوترات، مع نشر ترمب أسطولاً من السفن الحربية قبالة سواحل فنزويلا وإطلاق حصار بحري لمنع السفن الخاضعة للعقوبات من الوصول إلى فنزويلا أو مغادرتها.
وخلال نهاية الأسبوع قامت قوات أميركية بتوقيف السفينة Centuries في منطقة الكاريبي، في أول استهداف لسفينة غير خاضعة للعقوبات، في إشارة إلى احتمال توسيع نطاق إجراءات الإنفاذ التي تتبعها الإدارة.
وقال مات سميث، كبير محللي النفط في الأميركتين لدى كيبلر: ما زال معظم النفط الفنزويلي الخاضع للعقوبات يُنقل عبر سفن غير مُدرجة رسمياً ضمن قوائم العقوبات.
وأضاف: تشير هذه الفجوة إلى أن إجراءات الإنفاذ الأميركية المستقبلية قد تتركز بشكل متزايد على السفن غير المدرجة رسمياً في العقوبات لكنها تشارك في أنشطة عالية المخاطر.
التطورات الأمريكية وآثارها الميدانية
وأوضح أن نحو 35 ناقلة خاضعة للعقوبات تتواجد قرب سواحل فنزويلا، وهو مستوى اعتيادي، مضيفاً أن البيانات تشير إلى أن السفن لا تزال تحاول الوصول إلى البلاد رغم القيود.
وذكرت تقارير أن ترمب قال في فعالية في منتجع مارالاجو إن الولايات المتحدة ستحتفظ بالنفط الذي صادته من السفن المرتبطة بفنزويلا، وأنه يمكن بيعه أو ضخه في الاحتياطات الاستراتيجية للبلاد.
وذكرت وزيرة الأمن الداخلي الأميركي كريستي نويم أن هذه الحملة تهدف إلى ردع الأنشطة غير المشروع وإيصال رسالة بأن الولايات المتحدة تريد إخراج مادورو من السلطة.
وتوفر عائدات قطاع النفط العملة الصعبة يحتاج إليها اقتصاد فنزويلا المتعثر، وتصدر البلاد نحو 900 ألف برميل يومياً، يمر نحو 30% منها عبر أسطول ظل مشابه للناقلات التي استهدفتها الإدارة، ويمثل النفط الفنزويلي أقل من 1% من الإمدادات العالمية، ويذهب معظمها إلى الصين.
ومن بين الشحنات الأخيرة، تحمل 3 سفن على الأقل منتجات لشركة Chevron Corp، التي تمتلك ترخيصاً أميركياً للتنقيب عن النفط وتصديره من فنزويلا.
وأكدت الشركة في بيان أن عملياتها في فنزويلا تظل ملتزمة بالكامل بالقوانين والأنظمة الأميركية، وأنها تواصل إعطاء الأولوية لسلامة موظفيها.
وقالت كيبلر إن 4 ناقلات أخرى حملت شحنات في محطة خوسيه للتصدير، بينها الناقلة Centuries التي أوقفت إشارات تحديد الموقع الآلي الخاصة بها، وهي خطوة غالباً ما تشير إلى نشاط غير مشروع.
وحتى الآن، كان للاضطرابات تأثير محدود على أسعار النفط، في ظل وفرة الإمدادات العالمية. فقد تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الآجلة بنحو 1% منذ اعتراض ومصادرة أول ناقلة نفط خاضعة للعقوبات من قبل القوات الأميركية قبالة سواحل فنزويلا في 10 ديسمبر.
ومنذ 11 ديسمبر الجاري، بلغ متوسط التحميل نحو 890 ألف برميل يومياً، مقارنة بالمعدل المعتاد البالغ 800 ألف برميل، ويُرجح سميث أن تعكس هذه الزيادة حافزاً للإسراع في نقل الخام إلى البحر، إذ إن توسيع التخزين البري قد يفرض تباطؤاً في الإنتاج.




