وزيرة الاقتصاد الألمانية تحذر: الوضع الاقتصادي شديد الخطورة

كشفت الوزيرة رايش في مقابلة مع موقع t-online أن الوضع الاقتصادي في ألمانيا خطير للغاية، وأنه للمرة الأولى منذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية لا يمكننا الوفاء بالوعد بأن الجيل القادم سيعيش أفضل من الجيل الحالي.
حددت جملة من العوامل المتشابكة وراء هذا التدهور، منها مشكلات هيكلية مرتبطة بالتغيرات الديموغرافية وسوق العمل وأنظمة الضمان الاجتماعي وارتفاع تكاليف الطاقة نتيجة توقف إمدادات الغاز الروسي، إضافة إلى إعادة الهيكلة الجيوسياسية وتأثيرها على نموذج التصدير الألماني.
وعلّقت قائلة: “لقد جعل التصدير ألمانيا قوية، ولكن تقلصه الآن يدفعنا للتراجع”، وأشارت تحديداً إلى “الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب” كأحد التهديدات للنموذج الاقتصادي الحالي.
وفي سياق الحديث عن سبل تحفيز النمو، اقترحت الوزيرة خيارين أساسيين رفع سن التقاعد أو زيادة عدد ساعات العمل الأسبوعية كبديل.
وشرحت رايش: “علينا في ألمانيا أن نعمل أكثر. للمقارنة: عدد ساعات العمل السنوية في ألمانيا أقل بنسبة 25% مقارنة بالولايات المتحدة.. هذا يعني أيضا أنه يجب علينا مناقشة طول الحياة العملية، أو في الواقع رفع سن التقاعد. أولئك الذين لا يريدون ذلك يجب أن يكونوا على الأقل مستعدين لخلق حوافز لزيادة عدد ساعات العمل أسبوعيا.”
واختتمت بالقول: “النمو الاقتصادي هو الشرط الأساسي لتمكننا من تحمل تكاليف دولة الرفاه في شكلها الحالي على الإطلاق”.
تراجع اقتصادي وتداعياته الراهنة
تأتي تصريحات الوزيرة في وقت تعاني فيه ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من حالة ركود مستمرة. حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% في عام 2024، وهو الانخفاض السنوي الثاني على التوالي، في أول تراجع لمدة عامين متتاليين منذ عامي 2002-2003. ويُعزى هذا التراجع بقدر كبير إلى ارتفاع أسعار الطاقة والعقوبات الأوروبية ضد روسيا وما ترتب عليها من آثار على الصناعة والاستهلاك.
المصدر: وكالات
آراء إضافية وتحذيرات من قطاع الصناعة
إذ أظهرت دراسة أن ألمانيا خسرت 73% من صادراتها إلى روسيا بسبب العقوبات، جاء ذلك بحسب تحليل أجرته وكالة “نوفوستي” لبيانات Eurostat.
وأعرب اتحاد الصناعات الألمانية عن تحذيره من أزمة اقتصادية حادة تعصف بالبلاد، حيث أشار رئيس الاتحاد بيتر ليبينجر إلى أن الحكومة “لا تتفاعل بشكل حاسم بما يكفي” مع الأزمة الاقتصادية الراهنة.




