اخبار سياسية

من “نزع السلاح” إلى “قوة الاستقرار”: عقبات في طريق المرحلة الثانية من اتفاق غزة

جهود الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب وتحدياتها

تواجه الجهود الأميركية الرامية إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب عقبات تتصل بترتيبات الانسحاب الإسرائيلي وبآليات الحكم الانتقالي التي تقترحها الخطة، إضافة إلى ملف نزع سلاح حركة حماس ومنع إعادة التسلح وتثبيت وقف لإطلاق النار.

تتضمن عناصر المرحلة الثانية انسحاباً إسرائيلياً إضافياً وتشكيل آلية حكم انتقالية عبر مجلس سلام دولي تشرف على غزة، إلى جانب ترتيبات أمنية تقضي بنزع سلاح حركة حماس ومنع إعادة تسليحها، وهو ما حظي بدعم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي الذي تضمن إطاراً لقوة استقرار دولية وآلية حكم انتقالية.

تظل الفجوة الأوضح في ترتيب الأولويات، إذ تؤكد إسرائيل أن تنفيذ المرحلة الثانية يجب أن يضمن نزع سلاح حماس وتفكيك قدراتها، بينما يرفض قادة الحركة الالتزام بهذا الشرط ويطرحون هدنة طويلة أو ترتيبات أخرى من نوع تجميد أو تخزين السلاح مقابل انسحاب إسرائيلي وضمانات تمنع استئناف الحرب.

وفي مقابلة إعلامية، طرح خالد مشعل أحد قادة حركة حماس تصوراً يقوم على تخزين سلاح الحركة وعدم استخدامه ضمن هدنة طويلة تمتد لسنوات، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تطالب بنزع السلاح بالكامل.

من يضمن «نزع السلاح»؟

يظل أحد الأسئلة الأكثر إلحاحاً حول مهام «قوة الاستقرار الدولية» ومسألة من ينزع سلاح حماس عملياً، إذ لا تزال مسألة مشاركة قوات في غزة موضع غموض وتواجه الدول المشاركة مخاطر وترددات من احتمال مواجهة مع الفصائل الفلسطينية.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن ترتيبات الحكم الجديدة في غزة ستكون جاهزة قريباً، تليها تشكيل القوة الدولية، لكنه اعترف بأن أسئلة أساسية، بينها ملف نزع السلاح، لا تزال بلا أجوبة واضحة للدول المشاركة المحتملة.

وتثير مشاركة تركيا في القوة الدولية حساسية خاصة، حيث أشارت تقارير إسرائيلية إلى معارضة تل أبيب وجود قوات تركية ضمن أي قوة على الأرض في غزة، وهو ما انعكس أيضاً على استبعاد تركيا من مؤتمر دولي استضافته الدوحة لبحث القوة المقترحة.

ملفات مطروحة على طاولة المحادثات

وفي الأيام الأخيرة تقابل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع توم باراك، السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، في اجتماع تناول ملفات غزة وسوريا ولبنان، وسط تقارير عن رسائل أميركية حازمة تحث إسرائيل على عدم تعطيل مسار الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

أما على صعيد مساعي الوساطة، فتوصل الوسطاء في ميامي إلى تفاهمات واعدة بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، وفق تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بينما أشاد بيان مشترك بتقييم ما تحقق في المرحلة الأولى من الاتفاق، بما في ذلك تعزيز المساعدات الإنسانية وخفض الأعمال القتالية والتحضير لترتيبات الحكم والإعمار والتكامل الإقليمي.

وتتجه الأنظار إلى لقاء مرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره بنيامين نتنياهو في 29 ديسمبر في فلوريدا، لبحث مستقبل المرحلة الثانية من اتفاق غزة وتشكيل قوة الاستقرار ومحددات الانسحاب وترتيبات الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى