اخبار سياسية

مستقبل MAGA: معركة محتدمة تشعلها تاكر كارلسون

تكشف المحادثات التي جرت خلال عطلة الأسبوع الماضي أن تاكر كارلسون صار محور خلافات حادة داخل حركة MAGA، حيث يتناول تفاصيل التوتر حول السياسة الخارجية وتحذيراً من السعي إلى تغيير نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وهو أمر أثار قلق الجمهوريين الأكثر ميلاً إلى الانعزالية.

وتُظهر المحادثات أيضاً كيف أصبح المذيع السابق في Fox News في قلب جدل واسع داخل الحركة، إذ يتناول السياسة الخارجية ونظريات المؤامرة وموقفه من إسرائيل، إضافة إلى قضية معاداة السامية التي تزداد بها الحملة الإعلامية المحيطة به وتدور حولها نقاشات حامية. كما أشار النقاد إلى أن وجوده يبرز أنصار الحركة في موقع مؤثر داخل الخلافات الجارية، بينما يرى آخرون أنه يشكل خطراً على خطاب الحزب المحافظ التقليدي.

ولا يأخذ ترمب دائماً بآرائه، فقد صعّدت الإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة ضغوطها على فنزويلا، رغم دعوات كارلسون إلى تجنّب التصعيد، وهو ما يعكس تبايناً بين قيادات MAGA حول المسار المطلوب في السياسة الخارجية. وفي حين يواصل كارلسون تقديم نفسه كصوت قوي داخل الحركة، يظل سعيه لدفع الحزب بعيداً عن التدخلات الخارجية وطمأنة القاعدة بشأن إسرائيل موضع خلاف داخل المعسكر نفسه.

وبينما يصارع اليمين الأميركي لتحديد ما الذي ينبغي أن يدافع عنه أو يعارضه في السنوات المقبلة، يبرز كارلسون كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة، إذ يحافظ على جمهور واسع على منصات التواصل ويمتلك نموذجاً مختلفاً في العمل الإعلامي يعتمد على الاشتراك والإعلانات بالإضافة إلى وجوده الرقمي القوي، ما جعله هدفاً لمنازل الخلاف والتساؤل حول مستقبل حركة MAGA.

من هو تاكر كارلسون؟
يبلغ تاكر كارلسون 56 عاماً، وهو كان منذ سنوات وجهاً بارزاً في اليمين الأميركي، يتبنى نظريات مؤامرة وطرحاً استفزازياً في الحوارات العامة. دخل الإعلام عبر CNN وMSNBC ثم صعد إلى prominence في Fox News، حيث أُقِيل من الشبكة في عام 2023 إثر دعوى Dominion Voting Systems، وكُشف في ذلك الوقت عن تعليقات داخلية تقلل من زملائه والإدارة ورئيسه. يقضي حالياً وقتاً بين مين وفلوريدا، وأعاد بناء قاعدة جماهيرية واسعة عبر قنواته الرقمية، مع وجود قوي على يوتيوب وإكس، ونموذج أعمال يعتمد على الاشتراك والإعلانات المتخصصة خارج إطار الشبكة التقليدية.

ويوماً بعد آخر يظهر كقوة مؤثرة داخل حركة MAGA، وهو ما يعزز حضوره بين الجمهوريين الذين يرون فيه مدافعاً عن أجندة أميركا أولاً، في حين يرى آخرون أنه يثير مخاطر داخل الحزب بسبب طرحه المتطرف أو غير التقليدي. ويشير مؤيدوه إلى أن وجوده يساعد في تعبئة القاعدة وتوجيه النقاش داخل الحزب، بينما يرى منتقدوه أنه يستهلك منصاته لإثارة جدل قد يضر بصورة الحركة المحافظين أمام الرأي العام.

خلافات MAGA وخطاب السامية وإسرائيل
أثارت مقابلة فوينتس، وهو من أبرز مؤيدي نظريات مؤامرة مناهضة للسامية، جدلاً واسعاً داخل MAGA، فتم اتهام كارلسون بأنه يروّج للتعصب من دون مساءلة كافية، ورُفع عليه اتهام “التحريض على الكراهية” من قبل بعض المؤثرين داخل الحركة. وفي المقابل نفى كارلسون الاتهامات بقوله إن معاداة السامية أمر غير أخلاقي، وإنه لا يدعو إلى رفض إسرائيل ككيان، بل يرى أن هناك حاجة للنقاش حول السياسة الخارجية وتحديد الأولويات بشكل واقعي.

كما واجهت مواقف كارلسون من إسرائيل والضغط الأميركي عليها انتقادات من بعض المحافظين الذين يرون أن الدعوات إلى تعديل السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل قد تكون غير مناسبة، في حين يرى آخرون أنه يطرح أسئلة صادقة حول دوافع دعم واشنطن وتحالفاتها. وتزايدت في المقابل الشكوك بشأن مدى تطابق صوته مع خطوط الحركة التقليدية، خصوصاً في ملف اليهودية والهوية اليهودية، وهو ما أثر في صورة كارلسون داخل أوساط بعض الجمهوريين.

نفوذ كارلسون وتفاعل ترامب
يوجد اتجاه داخل MAGA يرى أن كارلسون يملك قدرة عالية على تسيير الاهتمام الإعلامي وبناء مسار إعلامي مستدام، وهو ما يجعل ترمب يواصل الحفاظ على قنوات اتصال معه رغم الخلافات. وفي تصريحات إعلامية، عبّر ترامب عن تفهّمه لاختلاف الآراء، وقال إنه يراها “جيدة” وأنه يتعامل مع ما يقوله كارلسون على نحو بنّاء. وفي الوقت نفسه، ظل عدد من الجمهوريين ينتقدون كارلسون بسبب مقابلة فوينتس والتعليقات المرتبطة بها، في حين يرى مؤيدوه أن وجود كارلسون داخل الحزب مهم لدفع أجندة الولايات المتحدة أولاً وتوسيع قاعدته الشعبية.

تنامي نفوذ كارلسون داخل MAGA
يجري رصد كارلسون كقوة قادرة على تشكيل المستقبل السياسي للحزب الجمهوري، وهو ما ظهر في أحداث مؤتمرات Turning Point Action، حيث تصدر قائمة المتحدثين واستقطب حضوراً واسعاً على حساب نخبة الحزب التقليدية، وهو ما أثار جدلاً داخلياً حول مستقبل العلاقات داخل MAGA وخياراته في قادم الأيام، خصوصاً مع وجود منافسين أقوى في طريق الترشح لانتخابات 2028. وفي تلك الفعاليات، واجه كارلسون أسئلة ومواجهات من بعض الحلفاء الذين اتهموه بأنه “محتال ومخادع”، وتبادل الطرفان وجهات النظر وسط ضوضاء الجمهور.

وفي نهاية المطاف، ظل ترمب وجارته من مؤيدي كارلسون يؤيدان وجوده كعنصر حاسم في حركة MAGA، مع الإصرار على أن تبقى أصوات المنعطفات الإعلامية داخل الحزب، وأن يظل كارلسون ضمن خطوط العمل السياسي للحركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى