أوروبا تسعى للخروج من ظل الولايات المتحدة وتوجيه الأنظار نحو ميركوسور

هجوم ترامب على أوروبا وتداعياته

هاجم ترامب القارة الأوروبية في مقابلة مع بوليتيكو ووصفها بأنها متداعية وقادتها بأنهم ضعفاء، وأعلن استراتيجية أمن قومي تدعو إلى تعزيز المقاومة داخل القارة.

ردّ رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بأن الولايات المتحدة يجب أن تتصرف كحليف وتبدي الاحترام.

أثارت تصريحات ترامب صدمة داخل المفوضية الأوروبية وخلافاً حول كيفية الرد، مع نقاشات حول الطريقة الأنسب لمواجهة التحديات المشتركة مع الولايات المتحدة والصين وروسيا.

ميركوسور وفرص التقدم الأوروبي

أشارت تقارير بوليتيكو إلى أن إحراز تقدم في اتفاق التجارة مع ميركوسور قد يكون أفضل وسيلة لإظهار ثقل أوروبا الجيوسياسي في منطقة تتنافس عليها الصين والولايات المتحدة، رغم معارضة فرنسا ودول أخرى لا تزال رافضة.

يتطلب التقدم في الاتفاق مواجهة معارضة راسخة في فرنسا وشكوكاً متنامية في إيطاليا بسبب مخاوف من أن يتدفق منتج لاتيني أرخص إلى الأسواق المحلية ويضر بالمزارعين.

بالنسبة للمؤيدين، يمثل ميركوسور فرصة ذهبية لشركات الدول الأوروبية لتوسيع حضورها في أسواق جديدة بعيداً عن الصين والولايات المتحدة.

قال مسؤول ألماني: «نرى أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع فربما ينتهي المسار فعلاً».

مخاوف فرنسية وأثرها السياسي

تخشى باريس أن يؤدي الاتفاق إلى أضرار لمزارعيها وأن يعزز الغضب الشعبي ضد المؤسسة السياسية، مع إعلان بروكسل عن دعم إضافي للمزارعين وفرض رسوم جمركية إذا أدى الاتفاق إلى دخول لحوم أبقار رخيصة من أميركا اللاتينية إلى الأسواق.

وتزداد المخاوف في فرنسا وبولندا مع تباين المواقف، وتبرز مخاوف من أن يفاقم الاتفاق الاستقطاب السياسي قبل انتخابات 2027.

وتشير الضغوط إلى أن عدم اليقين بشأن التصرف الأميركي وتصاعد النفوذ الروسي يجعل أوروبا تتحمل مسؤوليتها الأمنية بشكل أقوى بذاتها.

مشروعات دفاعية ورؤية السيادة الأوروبية

ضغطت المفوضية على الدول الأعضاء للانضمام إلى ما يُعرف بالمشروعات الدفاعية الرائدة وتوحيد الموارد في مجالات مثل الطائرات المسيرة وأنظمة مكافحة المسيرات.

أبدت فرنسا وألمانيا شكوكاً حول هذه المقترحات خوفاً من أن تفقدا السيطرة الوطنية وتمنح بروكسل نفوذاً دفاعياً أكبر.

أفادت تقارير بوليتيكو بأن الخلاف حول استخدام أصول روسية مجمدة كضمان لقرض قيمته 210 مليارات يورو لتمويل أوكرانيا يعكس الصعوبات التي تواجه أوروبا في الاعتماد على الذات.