اخبار سياسية

تقرير: واشنطن تستعد لـ’فنزويلا ما بعد مادورو’ وشركات النفط الأميركية ترفض العودة

بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستطلاع آراء شركات النفط الأميركية حول رغبتها في العودة إلى فنزويلا بعد رحيل مادورو، وفقاً لما كشفت عنه مجلة بوليتيكو استناداً إلى ثلاثة مصادر مطلعة، ثم جاء الرد من هذه الشركات بالرفض القاطع.

إشارة إلى مستقبل فنزويلا ما بعد مادورو وتحصيل الأسواق

وتشير بوليتيكو إلى أن هذه الاتصالات مع قطاع النفط تعتبر أحدث إشارة من البيت الأبيض إلى احتمال وجود مستقبل لفنزويلا ما بعد مادورو، مع إبراز كيف يمكن لأسواق النفط العالمية أن تسهم في دعم هذا الهدف أو عرقلته.

وبحسب المصادر، تُظهر المحاولات تنسيقاً متزايداً بين وزارة الخارجية والإدارة الأميركية، بمساعدة من إيفانان روميرو، وهو مدير تنفيذي سابق في PDVSA يعمل حالياً مستشاراً في هيوستن، حيث قال أحد المصادر إن روميرو عمل كمنسق في مناقشات العقوبات التي تقودها الخارجية، لكن المحاولات للوصول إليه في مكتبه الاستشاري باءت بالفشل.

وأفادت المصادر بأن الإدارة بدأت مؤخراً في التواصل مع قطاع النفط، وأن روميرو كان أيضاً جزءاً من منسقي مناقشات العقوبات التي تنظمها وزارة الخارجية، غير أن المحاولات للوصول إليه لم تُثمر حتى الآن.

وأعلن ترامب، الثلاثاء، عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن فرض حصار على السفن التي تغادر فنزويلا حاملة نفطاً يخضع للعقوبات الأميركية، وأضاف أن الولايات المتحدة لن تسمح لنظام معاد بالاستيلاء على نفطنا أو أصولنا وأنه يجب إعادة جميعها إلى الولايات المتحدة فوراً.

وفي المقابل، لم يُرد متحدث باسم البيت الأبيض على أسئلة بوليتيكو المطروحة حول هذا الشأن.

كانت شركات “شيفرون” و”إكسون” و”كونوكو فيليبس” و”هاليبرتون” و”شلبرجير” و”ويذرفورد إنترناشيونال” و”بيكر هيوز” تعمل جميعاً في فنزويلا مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما حاصرها الرئيس شافيز، وحاول إجبارها على التنازل عن حصصها لصالح PDVSA، فصادرت فنزويلا أصول تلك الشركات التي رفضت التنازل.

قالت بوليتيكو إن ردود المتحدثين باسم إكسون وكونوكو فيليبس وهاليبرتون وويذرفورد على الاستفسارات لم ترد، بينما رفضت بيكر هيوز وشلبرجير (SLB) التعليق.

ووصفت مصادر الصناعيين، بأن العقوبات المستمرة ونقص الاستثمارات والاضطرابات السياسية حول فنزويلا حولته إلى ما يسميه المحللون بـ”ساحة للخردة”، حيث تراجعت القدرة الإنتاجية إلى مستويات متدنية مقارنة بما كانت عليه في الماضي.

ويرى فرناندو فيريرا، مدير خدمة المخاطر الجيوسياسية في مجموعة رابيدان إنرجي، أن العودة المحتملة ستواجه الشركات الكبرى بحذر قبل الاندفاع، إذ يتعين عليها تبرير لمساهميها سبب اختلاف الأمر هذه المرة، وأنه من المحتمل وجود فجوة زمنية بين مرحلة الانتقال وتدفق الاستثمار نحو فنزويلا. ومع ذلك، أشار إلى وجود اهتمامات كامنة بفنزويلا مع تحرك بايدن لتخفيف بعض العقوبات عام 2022.

يظهر الوضع أن ارتفاع العرض في الأسواق وتراجع الأسعار العالمية يمنح الولايات المتحدة وشركات النفط خيارات استثمارية أكثر جاذبية في مناطق أخرى، ما يقلل من الحافز للمخاطرة باستثمارات ضخمة في فنزويلا في الوقت الراهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى