الانهيار يبدأ في أوروبا.. خبراء مصريون يصفونه بأنه أكبر ورطة في التاريخ

تداعيات قرار فيتش على يوروكلير والمشهد الأوروبي
أعلنت وكالة فيتش وضع شركة يوروكلير تحت المراقبة مع توقعات سلبية بسبب المخاطر الناتجة عن خطط استخدام أصول روسية مجمدة لتمويل قروض موجهة لأوكرانيا.
أوضحت الوكالة أن هذه الخطوة تزيد المخاطر القانونية والتشغيلية على الشركة، وقد تؤدي في المستقبل إلى خفض تصنيفها الائتماني.
أشارت الدكتورة وفاء علي إلى أن أوروبا تدفع ثمناً طبيعياً نتيجة اتباعها سياسات الولايات المتحدة في حروب الوكالة.
أضافت أن الإنذار يدق داخل القارة بسبب دعمها لأوكرانيا دون تحفظ، فيما تقف الولايات المتحدة على مسافة آمنة وتراقب سير الأمور عن قرب.
وأكدت أن الأسواق الأوروبية لم تهدأ منذ اندلاع الحرب، ما أدى إلى ارتباك بنيوي وتفكك في قلب الاقتصاد الأوروبي، مع تحذير بأن مستقبل الناتو بات في خطر.
ولفتت إلى أن الأزمة لا تعود فقط إلى الحرب الروسية-الأوكرانية بل إلى قواعد الرسوم والتبعات الناتجة عنها التي وضعت أوروبا في دائرة الخطر.
ماكرون يدعو إلى معالجة الخلل التجاري مع الصين
دعا الرئيس الفرنسي ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى معالجة الخلل التجاري مع الصين.
وأشار إلى أن اقتصاد فرنسا يواجه ديناً يتجاوز 3.3 تريليون يورو، فيما تصل الفوائد إلى نحو 67 مليار يورو، وأن النمو المتوقّع في 2025 لا يتجاوز 1.3%، وهو أبطأ من النمو الأميركي، رغم اتهام واشنطن لأوروبا بأنها ضعيفة.
ولاحظ أن إجراءات التقشف فشلت، إذ ظل النمو محدوداً وبلغ مستوى منخفضاً، بينما تواصل التضخم والمخاطر السياسية وتباطؤ الإنتاج وتراجع التنافسية وارتفاع تكاليف الطاقة، إضافة إلى زيادة الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
ورأى الركود يلوح في الأفق مع استمرار ضغوط التضخم وتقلص الإنتاج وتراجع القدرة التنافسية، وهو ما يعزز مخاطر الاعتماد على الحماية والدفع نحو إعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية الأوروبية مع الخارج.
وأشار إلى أن الانسحاب الأوروبي من بعض الاعتماديات يفتح الأسواق أمام الغزو الصناعي الصيني ويقلل من قدرة أوروبا على المنافسة، داعياً إلى الاستيقاظ مبكراً والتحرر من الارتباط العضوي بالولايات المتحدة والبدء بعام جديد بروح مختلفة.
الانسحاب الأوروبي وصعود الصين
وصف الدكتور وفاء علي بأن أوروبا فتحت أبوابها أمام الغزو الصناعي الصيني، مشيراً إلى أن القوة الشرائية تتآكل وتضعف عوامل دعم النمو في القارة في ظل تنامي المنافسة الصينية وتقليل الاعتماد على الواردات.
ودعت إلى اليقظة قبل فوات الأوان والتحرر من “الارتباط العضوي” بالولايات المتحدة والدخول إلى العام الجديد بروح مختلفة.
دراسة: ألمانيا خسرت 73% من صادراتها إلى روسيا بسبب العقوبات
أوضح الدكتور محمد أنيس أن التوسع غير المسبوق للسلع الصينية في الأسواق العالمية يمثل ضغطاً حقيقياً على السوق الأوروبية، ووصفه بأنه أزمة كونية تهدد هيكل الصناعة العالمية وتدحض معايير المنافسة العادلة.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعاني من مشاكل هيكلية عميقة، فرغم أن السياسة النقدية تبدو متوازنة نسبياً مع انخفاض التضخم وفائدة محايدة، فإن السياسة المالية تعيش مأزقاً حقيقياً.
وأوضح أن ألمانيا، المحرك الاقتصادي لأوروبا، لم تحقق نمواً ملموساً منذ خمس سنوات وتواجه تحدياً مزدوجاً في التصدير إلى الولايات المتحدة والصين، خاصة في قطاعي السيارات والماكينات، في ظل اتجاه الصين نحو الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
لأول مرة منذ 88 عاماً.. فولكسفاغن تستعد لإغلاق خط إنتاج في ألمانيا
أشار الدكتور أنيس إلى أن استمرار هذا الوضع يعزز المخاطر الاقتصادية ويشير إلى تراجع ممكن في خطوط الإنتاج الألمانية ضمن تاريخها الطويل، وهو دليل على تدهور القوة الصناعية المحلية.
واختتم بتحذير من أن استمرار الميزان التجاري الخاسر أمام الصين يهدد الاقتصاد وقيم سوق العمل والعدالة الاقتصادية والاجتماعية التي بنيت عليها أسواق العمل الحديثة، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لحماية الصناعات الوطنية وضمان عدالة التبادل التجاري.




