اقتصاد

تقرير: إسرائيل في مواجهة مع قطر وتركيا عبر مصر

تعمل إسرائيل حالياً على احتواء تركيا من خلال ما وُصف بـ”حركة ملاقط”، مستفيدة من المكانة التي بنتها خلال السنتين الماضيتين بعد حرب “سيوف الحديد” على غزة، إذ نجحت في ضرب إيران بشكل حاسم وإعادة تشكيل الواقع الإقليمي لصالحها.

محاور التحالفات الإقليمية وتوازن القوى

وأشارت معاريف إلى أن أحد أركان هذه الاستراتيجية يتمثل في بناء محور إقليمي في شرق البحر المتوسط يضم قبرص واليونان، ما يضع إسرائيل وجهاً لوجه مع تركيا كجار استراتيجي – وهو أمر ترفضه أنقرة، خصوصاً في ظل وجود سلاح الجو الإسرائيلي قرب حدودها.

أما المحور الثاني، بحسب الصحيفة، فيتمثل في تعزيز التحالف مع الدول العربية المعتدلة، بما في ذلك مصر، السعودية، البحرين، الأردن، وحتى السلطة الفلسطينية، وتتقاسم جميعها مصلحة مشتركة تتمثل في منع حركة حماس من التعافي في غزة، وصد محاولات تركيا وقطر الدخول إلى القطاع.

وأضافت أن تركيا وقطر تدعمان حماس دعماً كاملاً، وتنتميان إلى تيار “الإخوان المسلمين”، ما يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار الأنظمة العربية المعتدلة في حال نجحت حماس في ترسيخ نفوذ خارجي جديد عبرهما.

ولفتت معاريف إلى أن صفقة بيع الغاز لمصر ليست مجرد اتفاق تجاري، بل إعلاناً عن تفاهم استراتيجي بين تل أبيب والقاهرة. فإسرائيل تبيع الغاز بأسعار ميسّرة لمساعدة الاقتصاد المصري المتعثّر، مقابل أن تتولى مصر دور “القوة المهيمنة” في المهام الأمنية والبناءة متعددة الأطراف في غزة، وأن تستخدم عائدات إعادة الإعمار لدفع ثمن الغاز الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحالف المتنامي بحاجة إلى مظلة أميركية صريحة، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطالب بالموافقة على هذه التحالفات التي تهدف صراحة إلى احتواء “إمبراطورية” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ووفقاً لما ذكره نتنياهو، فإن الصفقة – التي وصفها بـ”الأكبر في تاريخ الدولة” – ستدّر على الخزينة نحو نصف مليار شيكل سنويًا في السنوات الأربع الأولى، ثم ترتفع تدريجيًا لتصل إلى 6 مليارات شيكل سنوياً. وأضاف أن العائدات ستُستثمر في “تعليم الأجيال القادمة والبنية التحتية”، مشدّداً على أن الاتفاق “يحمي المصالح الأمنية” لإسرائيل.

من جهته، وصف وزير الطاقة إيلي كوهين الصفقة بأنها “لحظة تاريخية اقتصادياً وسياسياً وأمنياً”، موضحاً أن إيرادات الدولة من الضرائب والرسوم ستصل إلى 58 مليار شيكل، بينما ستنطلق استثمارات فورية في البنية التحتية بقيمة 16 مليار شيكل.

وخلصت معاريف إلى أن ما يجري ليس مجرد صفقة غاز تقليدية، بل إعادة ترتيب خرائط النفوذ في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى ترسيخ مكانتها كقوة طاقة إقليمية تُدار إليها الدول المجاورة، في مواجهة مشاريع هيمنة تقودها أنقرة والدوحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى