صحيفة بيلد: ألمانيا تواصل نشاطها التجاري مع روسيا عبر وسطاء

تشير تحليلات إلى أن آليات تجارية غير مباشرة تتيح تدفق سلع هامة بين ألمانيا وروسيا رغم العقوبات الأوروبية.

تغير مسارات التجارة وتدفقات غير مباشرة

تراجعت الواردات الألمانية المباشرة من روسيا بنسبة 94.6% بين عامي 2021 و2024، وانخفضت الصادرات الألمانية المباشرة إلى روسيا بنسبة 71.6% في نفس الفترة.

يظهر ذلك أن التجارة لم تنته بل تحولت إلى مسارات أكثر تعقيداً، فيشترى الاتحاد الأوروبي، بما فيه ألمانيا، وقود الديزل والبنزين المصنوع من النفط الروسي من مصافٍ تكرير في الهند، حيث يتم معالجة النفط المستورد من روسيا ثم تصديره.

أظهرت البيانات أيضاً ارتفاع واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، إذ حقق الاتحاد الأوروبي زيادة في وارداته بنسبة 19.3% خلال 2024.

واصلت ألمانيا شراء اليورانيوم الروسي، فاشترت محطة لينغن للوقود النووي وحدها 68.6 مليون طن من اليورانيوم في 2024، بزيادة 66% مقارنة بالعام السابق، وفق بيانات وزارة البيئة الألمانية.

يستمر وصول بعض المعدات والتقنيات مثل الآلات والمضخات والرقائق الدقيقة إلى السوق الروسية عبر زيادة الصادرات إلى دول مجاورة كقيرغيزستان، التي يعتقد أنها تعيد بيعها لاحقاً إلى شركات روسية.

تبنت الشركات الألمانية التي اختارت البقاء في السوق الروسية استراتيجيات مرنة للتكيف، شملت إعادة هيكلة الملكية ونقلها إلى أطراف روسية محلية أو العمل عبر وسطاء محليين.

حافظت بعض الشركات الألمانية الكبرى في مجالات التكنولوجيا والمستحضرات الطبية والتجزئة على وجودها التشغيلية داخل روسيا.

تُظهر هذه البيانات صعوبة فرض عزلة اقتصادية تامة على روسيا، فمع تراجع التجارة المباشرة مع أوروبا تحولت روسيا إلى شركاء جدد، وأصبحت الصين والهند وتركيا وكازاخستان الأسواق الرئيسية التي تتدفق إليها صادراتها وتوفر لها الواردات المدنية والصناعية بدلاً من الغرب.

المصدر: RT وبيلد.

إضافات حول العقوبات والسياسات الأوروبية

أكد نائب رئيسة الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني أن العقوبات الغربية الهادفة إلى إضعاف روسيا أضفت نتيجة عكسية وأضعفت الاقتصادات الغربية.

تشير حسابات بناءً على بيانات عامة والمنصة التحليلية المستقلة “كاستيلوم” إلى أن إجمالى العقوبات غير التجارية الأحادية المفروضة على روسيا منذ 2014 يقترب من 31 ألف عقوبة، وتتصدر الولايات المتحدة القائمة.