بعد تصاعد الهجمات: أين ينتشر تنظيم داعش في سوريا؟

تراجع تنظيم داعش بشكل كبير منذ طرده من آخر معاقله في الباغوز شرقي سوريا عام 2019، إذ فقد السيطرة على الأراضي وتقلصت عملياته إلى نطاقات محدودة في البادية وشرق البلاد.

ركز التحالف الدولي منذ ذلك الوقت على منع عودة التنظيم من خلال اعتقال آلاف المسلحين والحفاظ على وجود أميركي في شمال شرق سوريا والتنف.

حذّرت حكومات ومنظمات دولية من أن يستغل داعش الفراغ الأمني في سوريا لإعادة نشاطه المسلح.

أشار فلاديمير فورونكوف إلى أن البادية السورية لا تزال مركزاً لتخطيط داعش وخطراً على الاعتقالات ووجود نحو 42 ألف شخص لهم صلات بالتنظيم، محتجزون بينهم 17 ألف عراقي و16 ألف سوري و8.6 ألف من بلدان أخرى.

تشكّل التحالف الدولي لمحاربة داعش عام 2014 بهدف هزيمته عسكرياً وقطع مصادر تمويله، وتلعب قسد دوراً محورياً وتدعمها واشنطن عبر دوريات وتدريبات وعمليات مشتركة مع القوات الأمنية.

تتولى هذه القوات إدارة سجون تضم 9 آلاف من مسلحي التنظيم، إضافة إلى 38 ألف امرأة وطفل في مخيمي الهول وروج شمال شرقي سوريا، وبلغ عدد النازحين من عائلات داعش في ذروة اكتظاظ المخيمين نحو 70 ألفاً عام 2019.

أين تنتشر خلايا داعش؟

تركّزت خلايا التنظيم بشكل أساسي في البادية الواقعة في وسط وشرق البلاد وجزء من الشمال، مع وجود محدود قرب دمشق وريف حلب وحمص والمناطق الجنوبية.

وتسعى التنظيم أيضاً إلى إثارة التوترات الطائفية، وتجنيد مقاتلين ساخطين من بينهم أجانب وجنوداً سابقين في نظام الأسد.

وتقدّر الأمم المتحدة أن داعش لا يزال يمتلك ما بين 1500 و3000 مقاتل في سوريا والعراق.

نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين قولهم إن التنظيم بدأ بالفعل في إعادة تنشيط مقاتليه في سوريا والعراق عبر تحديد أهداف وتوزيع أسلحة وكواتم صوت والمتفجرات وتكثيف الجهود الدعائية والتجنيد.

في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري أعلنت مجموعة سايت عن مسؤولية التنظيم عن 38 هجوماً في سوريا، في حين كثّف عملياته في مناطق عدة وتهم بالتفجير والانتحار، بما في ذلك هجوم على كنيسة في دمشق في يونيو الماضي.

وتشن القوات الأمنية السورية حملات مستمرة ضد خلايا التنظيم وتنفّذ مهاماً مشتركة مع القوات الأمريكية، إذ قالت القيادة المركزية الأميركية إنها قدّمت المشورة والمساعدة والدعم لأكثر من 22 عملية خلال الشهر الماضي، ما أضعف قدرة التنظيم على شن هجمات محلية وتصدير العنف.

حث الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة الوسطى، أعضاء التحالف على مضاعفة جهودهم لمنع التنظيم من الظهور مجدداً عبر تسريع عودة المحتجزين والنازحين إلى بلدانهم الأصلية.

تحريض على الحكومة السورية

يستخدم داعش صحيفة النبأ الإلكترونية في مهاجمة حكومة الشرع وإدارته وتحريضهما، حيث اعترف التنظيم بتنفيذ 15 عملية في عدة مناطق تزامناً مع الاحتفالات بالذكرى الأولى لسقوط النظام.