اخبار سياسية

انتقادات حادة وخطاب عدائي يهددان التحالف التاريخي بين أوروبا والولايات المتحدة

اعتبر مفوض الدفاع في الاتحاد الأوروبي أندريوس كوبيليوس أن استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة لعام 2025 تحمل “نبرة عدائية صريحة تجاه الاتحاد” وترقى إلى “مناورة جيوسياسية” تهدف إلى منع أوروبا من أن تتحول إلى قوة موحدة.

وفي تدوينة حادة نشرها بعد أيام من صدور الاستراتيجية، قال كوبيليوس إن قراءة موجزة لما يصفه جوهر الوثيقة تظهر أن الوحدة الأوروبية “لا تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة” وأن ذلك يعكس حسابات جيوسياسية صارمة، وليست مخاوف تتعلق بالقيم أو الديمقراطية.

وأشار إلى جوانب في الاستراتيجية تشجع واشنطن على “تنمية بؤر المقاومة” داخل الدول الأوروبية والتعاون مع الأحزاب القومية الرافضة لمزيد من الاندماج، معتبرًا أن هذه اللغة دليلاً على استعداد الولايات المتحدة لـ”مواجهة الاتحاد الأوروبي واستهداف القوة التي نستمدها من وحدتنا”.

وصعد ترمب نبرته ضد أوروبا في مقابلة مع مجلة بوليتيكو، حيث وصف القادة الأوروبيين بأنهم “ضعفاء” وقال إنه سيدعم مرشحين في الانتخابات الأوروبية حتى لو أدى ذلك إلى إثارة حساسيات.

وكتب كوبيليوس أن الولايات المتحدة باتت تعتبر اتحادًا أوروبياً أكثر تماسكاً “منافساً محتملًا للنفوذ الأميركي”.

اعتبارات استراتيجية

أكد المفوض أن اللغة العدائية التي تتبناها الاستراتيجية الأميركية تجاه الاتحاد الأوروبي “لا تنبع من مشاعر أميركية عاطفية” بل تصدر عن اعتبارات استراتيجية عميقة.

ربط كوبيليوس رؤية الوثيقة بمفاهيم إلبريدج كولبي، الذي يشغل حالياً منصباً رفيعاً في وزارة الحرب الأميركية، وكتابه “استراتيجية المنع” الذي يقول فيه إنه على الولايات المتحدة أن “تمنع أي إقليم من تشكيل قوة مهيمنة قد تقيد وصول الولايات المتحدة إلى الأسواق”.

وأشار إلى أن كولبي يرى أن الاتحاد الأوروبي، أو أي كيان أكثر تماسكاً قد ينبثق منه، قادر على “إرساء هيمنة إقليمية وفرض أعباء مفرطة، أو حتى استبعاد الولايات المتحدة من التجارة والانخراط الإقليمي”.

واختتم كوبيليوس قائلاً إن هذا المنظور الاستراتيجي، وليس الخلافات الأيديولوجية، هو ما يفسر النبرة العدائية تجاه بروكسل.

وختم قائلاً: “لنأمل أن تتوافر الحكمة الكافية على الأراضي الأميركية لتجنب الانخراط في صراع ضد القوة الصاعدة لوحدة أوروبا”.

امتعاض أوروبي

أبدى كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي امتعاضاً علناً من الهجوم الحاد الذي وجهه ترمب للدول الأوروبية، خاصة أنه جاء عقب نشر استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة وانتقادها للاتحاد كمخطط يشير إلى تحول تاريخي من حليف إلى طرف يُنظر إليه على أنه عقبة أمام المصالح الأميركية.

وفي مقابلة مع بوليتيكو وصف ترمب القارة بأنها “متداعية” وأن قادتها “ضعفاء”، ثم أكد عزمه دعم مرشحين سياسيين أوروبيين يتوافقون مع رؤيته.

ورد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بأن على الولايات المتحدة أن تتصرف كحليف وتظهر الاحترام.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس إن الانتقادات الأميركية للحريات في التكتل يجب أن توجه إلى مكان آخر، ربما روسيا، في إشارة إلى وثيقة الاستراتيجية الأميركية الجديدة.

وذكر المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن الانتقادات والاستراتيجية الجديدة تعكس ضرورة أن تصبح أوروبا أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة في سياسة الأمن.

وحثت مسؤولة فرنسية مسؤولة على أوروبا لتسريع عملية إعادة التسلح رداً على التحول الصارخ في العقيدة العسكرية الأميركية، ووصفت الاستراتيجية بأنها تفسير بالغ القسوة للأيديولوجية الأميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى