جمهورية الكونغو الديمقراطية: متمردون يدخلون بلدة استراتيجية مع انهيار اتفاق السلام

تقدمت حركة 23 مارس نحو أوفيرا وتطور الوضع على الأرض
تقدمت حركة 23 مارس نحو مدينة أوفيرا وتجاوزت حدود إقليم ساوث كيفو، في ظل تقارير لا تُؤكد السيطرة الكاملة على المدينة، بينما سمع السكان أصوات إطلاق نار في المنطقة، وذكر مصدر حكومي في الكونغو لوكالة رويترز أن الجيش لن يتدخل حمايةً للمدنيين حتى إشعار آخر.
صرّح لورانس كانيوكا، المتحدث باسم ائتلاف يضم حركة 23 مارس، بأن أوفيرا تحررت الآن، في حين قال وزير خارجية بوروندي لرويترز إن أوفيرا لم تسقط بعد.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 200 ألف شخص فرّوا من منازلهم في الأيام القليلة الماضية، وسقط عشرات المدنيين نتيجة القتال.
جهود الوساطة وتبادل الاتهامات بين الأطراف والدول الداعمة
وتأتي هذه التطورات في منطقة غنية بالمعادن، بعد نحو أسبوع من لقاء رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الرواندي بول كاجامي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، والتزامهما باتفاق سلام توسطت فيه الولايات المتحدة، لكن تبع ذلك تبادل الاتهامات بين كينشاسا ورواندا حول خرق الاتفاق.
حث وزير خارجية الكونغو واشنطن على توسيع نطاق العقوبات على رواندا بهدف استعادة مصداقية جهود الوساطة، في حين تنفي رواندا دعمها للمتمردين وتتهم كينشاسا وبوروندي بإطلاق القتال مجدداً.
وقالت وزارة الخارجية الرواندية إن بوروندي كانت تساند قوات الكونغو في قصف المدن القريبة من حدودهما، وأضافت أن جيش بوروندي حشد نحو 20 ألف جندي في ساوث كيفو لخدمة حكومة الكونغو الديمقراطية، ولم ترد بوروندي على الفور على البيان الرواندي.
مخاوف من عنف إقليمي وتطورات ميدانية جديدة
وكانت حركة 23 مارس قد حققت تقدماً سريعاً في شرق الكونغو خلال يناير السابق، حيث سيطرت على مساحات واسعة من الأرض بما فيها مدينتي جوما وبوكافو، وتواصل تقدّماً داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها، بينما لم تشهد مشاركتها في محادثات سلام بقيادة قطر في الدوحة تقدماً كبيراً.
وأفادت تقارير بأن حركة 23 مارس سيطرت على لوفونجي، بلدة كانت تمثل خط مواجهة منذ فبراير، وتدور معارك عنيفة قرب سانجي وكيلبا على الطريق إلى أوفيرا من الشمال، بينما عبّرت الولايات المتحدة ومعها 9 أعضاء آخرون في مجموعة الاتصال الدولية للبحيرات العظمى عن قلقهم العميق إزاء هذه الاشتباكات المتجددة في ساوث كيفو، محذرين من أن العنف قد يزعزع الاستقرار على مستوى المنطقة.
ردود الأطراف ووجهات نظرها حول الحلول والعقوبات
وفي مقابلة مع رويترز، أكدت وزيرة خارجية الكونغو تيريز كاييكوامبا فاجنر ضرورة تشديد العقوبات الأمريكية على رواندا لاستهداف أفراد قيادة وكيانات مثل الجيش الرواندي، لتقليل قدرتها على شراء الأسلحة وإعادة الثقة بآليات المساءلة، مشددة على أن الإدانة وحدها لا تكفي.
رواندا تدافع عن موقفها وتؤكد أن قواتها موجودة في شرق الكونغو لأغراض دفاعية، وتتهم كينشاسا وبوروندي بإثارة التصعيد. وأوضح وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونجيريه أن فرض عقوبات جديدة لن ينهي القتال، وأن قوات الكونغو تستهدف مواقع المتمردين والمجتمعات المحلية في ساوث كيفو منذ أسابيع قبل التصعيد الأخير، كما أشارت الخارجية الرواندية إلى أن بوروندي حشدت نحو 20 ألف جندي في ساوث كيفو لخدمة حكومة الكونغو الديمقراطية، ولم ترد بوروندي حتى الآن على هذه التصريحات.




