اخبار سياسية

ترمب وفنزويلا.. استراتيجية غامضة تسعى إلى تجاوز مجرد تغيير سياسي

تصاعد التوتر في البحر الكاريبي

زاد وجود الولايات المتحدة العسكري في البحر الكاريبي إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب الباردة، مع تزايد احتمال تدخل أوسع في فنزويلا.

نفذت الولايات المتحدة نحو 21 ضربات جوية منذ بداية سبتمبر الماضي على قوارب في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ أودت بحياة أكثر من 80 شخصاً، وتبررها الإدارة بأنها ضمن عملياتها ضد عصابات المخدرات.

رفع ترامب قيمة المكافأة مقابل معلومات تقود إلى اعتقال مادورو إلى 50 مليون دولار، فيما وصفت كراكاس الإعلان الأميركي بأنه خدعة سخيفة.

قدم أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين مشروعاً يمنع العمل العسكري ضد فنزويلا دون موافقة الكونجرس.

تصاعدت الضغوط والتهديدات الأميركية وكشفت تقارير عن وجود اتصالات خلفية بين إدارة ترامب ومادورو، بينما أكد ترامب أن أيام مادورو في الحكم باتت معدودة.

أوضح مستشارون أن استخدام المخدرات كذريعة قد يكون جزءاً من استراتيجية لتغيير النظام، مع ملاحظة أن إجراءات ترمب قد تحمل خطورة حقيقية في المنطقة.

اتهمت واشنطن مادورو وحلفاءه بالإرهاب المرتبط بالمخدرات والفساد، وهو اتهام تكرر في تصريحات عدة، كما صنّف ترمب عدداً من كارتيلات المخدرات كمنظمات إرهابية في بداية عام 2025.

تبقى مكافحة تهريب المخدرات الهدف المعلن لإدارة ترامب، لكنها تواجه شكوكاً حول مدى تأثير فنزويلا في تجارة المخدرات.

أكد دانيال سيروير المستشار السابق في الخارجية أن لا دليل قوياً على أن فنزويلا تشكل مشكلة كبيرة في تهريب المخدرات، وأوضح أن الفنتانيل يدخل الولايات المتحدة عبر شبكات أخرى وأن الحدود الجنوبية الغربية هي الممر الأساسي.

تحركت حاملات الطائرات جيرالد فورد مع مدمراتها إلى منطقة البحر الكاريبي، وتؤكد مصادر CSIS أن هذه الأصول ليست مناسبة لمكافحة القوارب بل لإجراء ضربات جوية وصاروخية ضد فنزويلا.

يرى توماس كنتريمان أن الولايات المتحدة تملك قدرة على تنفيذ ضربات جوية محدودة داخل فنزويلا، لكنها ليست واضحة بشأن الخيار الذي ستتخذه الإدارة.

يرى جيمس جاتراس أن السيناريو الأقرب هو انقلاب داخلي يسقط مادورو وتشكيل حكومة جديدة تطلب دعماً أميركياً.

يقول جاتراس إن التغيير قد يؤدي إلى فوضى تتحملها الولايات المتحدة كما حدث في العراق، حيث دافع عن تجربة التدخل وتبعاته المحتملة في المنطقة.

يرى سيروير أن المسار النهائي قد يتضمن تقديم مادورو شيئاً يراه ترامب انتصاراً أمام الجمهور.

يتوقع محللون أن تسير الأمور نحو انقلاب داخلي أو اتفاق يرضي الأطراف، لكن الولايات المتحدة ستبقى أمام مسؤولية العواقب والتبعات التي قد تفرضها على الاستقرار الإقليمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى