اخبار سياسية

كالاس حول انتقادات أوروبا ضمن استراتيجية الأمن القومي الأميركي: نستهين بقوتنا أمام روسيا

تصريحات كيا كالاس في منتدى الدوحة

أكدت كيا كالاس في ندوة ضمن منتدى الدوحة في قطر أن أوروبا تستهين بقوتها أمام روسيا وتؤكد أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر حليف للاتحاد الأوروبي، وذلك تعليقاً على الاستراتيجية الأميركية الجديدة للأمن القومي التي تضمنت انتقادات حادة للقارة.

اعتبرت أن الاستراتيجية ترى أن أوروبا تواجه مخاطر حقيقية مثل زوال الحضارة وتراجع ديموغرافي ونقص الثقة بالنفس، وربما تفقد يوماً مكانتها كحليف يعتمد عليه.

أردفت أن الأميركيين ليسوا دائماً متفقين مع الأوروبيين في كل موضع، لكن المبدأ العام لا يزال قائماً وأن الولايات المتحدة وأوروبا هما أكبر حليفين ويجب أن نتكاتف دائماً.

ملخص الاستراتيجية الأميركية الجديدة للأمن القومي

تشير الوثيقة إلى تحول تاريخي غير مسبوق في النظرة الأميركية لأوروبا، من شريك استراتيجي إلى طرف قد يعوق المصالح الأميركية.

وتدفع الدول الأعضاء في حلف الناتو إلى مقدمة الانتقادات وتكاد تتجاهل روسيا كتهديد مباشر.

وتعرض الولايات المتحدة كوسيط بين أوروبا وروسيا بدلاً من كونها قائد الغرب في مواجهة موسكو.

يوضح المؤرخ تيموثي جارتون آش أن الاستراتيجية تمثل أكبر صفارة إنذار لأوروبا منذ 1945، وتقول إن واشنطن لم تعد ترى نفسها حليفة طبيعية كما في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

تؤكد الوثيقة أن استمرار التدفقات المهاجرة قد يجعل بعض دول الناتو ذات أغلبية غير أوروبية خلال عقدين، محذرة من تآكل الانتماء الحضاري وتراجع الاعتماد عليها كحليف.

وتتهم عدداً من الحكومات الأوروبية بإسكات الأصوات الوطنية والتضييق على الديمقراطية وتراجع القدرة الدفاعية للقارة.

وتتبنى الوثيقة نبرة أبوية توحي بأن واشنطن وصي على مستقبل القارة، وهو خطاب وُصف بأنه أقرب إلى إرشاد لا شراكة.

وتشير إلى فكرة صريحة حول «تنمية المقاومة داخل الدول الأوروبية لمسارها السياسي الحالي»، في إشارة إلى دعم أحزاب يمينية شعبوية ومعارضة للهجرة.

ويُفهم كاعتراف بأن واشنطن قد تتدخل سياسياً داخل أوروبا لتغيير مساراتها.

وتقول الباحثة ناتالي توشي من تشاتم هاوس إن الوثيقة ترى أوروبا كطبق استعماري تتنافس عليه القوى الكبرى، وتضع العالم في ثلاث كتل هي الولايات المتحدة والصين وروسيا، وتبقى أوروبا ساحة نفوذ.

وتحمّل الوثيقة الأوروبيين مسؤولية توقعات غير واقعية في شأن الحرب في أوكرانيا وتطالب بوقف فوري للأعمال القتالية لاستعادة الاستقرار الاقتصادي.

وتقلل من حدة خطابها تجاه الصين وتدعو إلى إصلاح العلاقات التجارية وتجنب أي صدام عسكري.

وتشير إلى إعادة تركيز الجهود الأميركية لاستعادة السيطرة على النصف الغربي من الكرة الأرضية، في إطار إعادة تأكيد مبادئ مونرو التي تقضي بمنع تدخل أوروبا في شؤون الأميركتين والحد من التدخل الأميركي في أوروبا.

وتشير الوثيقة إلى نقل قوات وموارد من الشرق الأوسط ومناطق أخرى إلى الأميركتين لمواجهة الهجرة والجريمة والتأثير المتزايد لقوى إقليمية أخرى.

ردود الفعل الأوروبية

أثارت الوثيقة موجة استياء واسعة في العواصم الأوروبية، فقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول إن أوروبا لا تحتاج إلى دروس من الخارج.

وتحدثت حكومات أخرى عن انقطاع كامل بين الرؤية الأميركية الأوروبية، وهو الشرخ الأكبر في العلاقات عبر الأطلسي منذ عقود.

لكن المفوضية الأوروبية أكدت أن العلاقة مع واشنطن ستظل ركنًا أساسيًا في أمن القارة، مع رفضها القاطع لما ورد من اتهامات حول الهجرة أو الديمقراطية.

ويرى محللون أن إدارة ترمب ليست عازلة كما يشيع، بل تسعى إلى إعادة صياغة أوروبا بما يتماشى مع رؤيتها القومية المحافظة.

وتقول الباحثة كاتيا بيجو من تشاتم هاوس إن واشنطن لا تغادر أوروبا لكنها تريد إعادة هندستها بالكامل وفق شروط أميركية.

وتختم بأن الاستراتيجية تمثل محاولة لإعادة تعريف الغرب بشروط أميركية خالصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى