اخبار سياسية

واشنطن تشيد بالحوار المباشر بين لبنان وإسرائيل وتصفه بأنه خطوة جريئة

تصريحات السفير الأميركي بشأن الحوار اللبناني الإسرائيلي

أشاد السفير الأميركي لدى لبنان ميشال عيسى بخطة البلدين فتح قناة حوار في هذه اللحظة الحساسة، مشيراً إلى اجتماع اللجنة التقنية العسكرية في الناقورة الذي جرى الأربعاء بمشاركة مسؤولين لبنانيين وإسرائيليين.

وأضاف أن هذه الخطوة تعكس رغبة صادقة في السعي نحو حلول سلمية ومسؤولة قائمة على حسن النية، وأن التقدم لن يتحقق إلا حين يشعر الطرفان بأن مخاوفهما محترمة وآمالهما معترف بها.

أكد أن التوافق والتفاهم والقيادة المبنية على المبادئ تبقى أموراً أساسية.

وأعلن أن الحكومة اللبنانية اعتمدت الحوار كخيار بعد عقود من عدم اليقين، معتبرًا أن ذلك يشكل خطوة بناءة نحو مسارات قد تسمح في يوم ما بتعايش البلدين بسلام واحترام وكرامة، وفق تعبيره.

تعيين سيمون كرم لرئاسة الوفد اللبناني

وأعلن رئيس الجمهورية جوزاف عون تكليف السفير السابق سيمون كرم برئاسة الوفد اللبناني في اجتماعات اللجنة التقنية العسكرية في الناقورة، وذلك بعد اطلاع الجانب الأميركي على موافقة إسرائيل بإشراك عضو غير عسكري في وفدها، وبالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.

قالت الرئاسة اللبنانية إن القرار يأتي تفعيلاً للقسم الدستوري وعملاً بصلاحياته من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا، وتجاوباً مع المساعي المشكورة من قبل الولايات المتحدة.

أجواء محادثات الناقورة وآفاقها

وصف الاجتماع في الناقورة بأنه أول لقاء مباشر علني بين إسرائيل ولبنان منذ 1993، في إطار مساعٍ أميركية لتعزيز الحوار منذ أشهر، كما أورد موقع أكسيوس.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تأمل أن يساعد الاجتماع في تهدئة التوتر وتجنب استئناف الحرب.

كثّفت إسرائيل ضرباتها في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة رغم اتفاق وقف إطلاق النار السابق، كما اغتال الجيش الإسرائيلي قائدًا بارزًا في حزب الله في بيروت قبل نحو أسبوعين، وهو ما يعد أبرز هجمة إسرائيلية ضد قيادة الحزب منذ وقف النار قبل عام.

وأبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية أن لبنان لا يبذل ما يكفي من الجهد لنزع سلاح حزب الله، وتطالب الحكومة اللبنانية بانسحاب إسرائيل من خمسة مواقع تحتلها داخل الأراضي اللبنانية.

قال مسؤول أميركي إن الإدارة ترى أن استئناف الحرب ليس واردا خلال الأسابيع المقبلة، بينما تشير تقارير إلى مشاركة لبنان وإسرائيل والدعم الأميركي في جلسة المحادثات الأخيرة على هامش اللجنة العسكرية التي ترعى الهدنة.

وأفاد موقع أكسيوس بأن ميشال عيسى أقنع الحكومة اللبنانية بالمشاركة رغم الضربات المستمرة، بينما أقنعت مورجان أورتاجوس الإسرائيليين بالمشاركة، وذكرت تقارير أن أورتاجوس التقت نتنياهو وحثته على إرسال دبلوماسي إلى الاجتماع.

وتوصل الطرفان إلى اتفاق بإرسال دبلوماسيين للمحادثات على هامش اجتماع اللجنة العسكرية الشهرية، ثم اجتمعت اللجنة التي ترأسها الولايات المتحدة مع حضور ممثلين جدد لمدة نحو ثلاث ساعات على الخط الأزرق، وبعدها عقدت جلسة منفصلة بين أورتاجوس والدبلوماسيين الإسرائيليين واللبنانيين.

تركّز الاجتماع في معظمه على التعارف والتعاون الاقتصادي في الجنوب وإعادة إعمار المناطق المتضرّرات، واتفق الطرفان على اجتماع ثان قبل نهاية العام وتقديم مقترحات اقتصادية لبناء الثقة.

أوضح مصدر أميركي أن الرؤية الطويلة الأمد للولايات المتحدة تشمل إنشاء منطقة ترمب الاقتصادية على طول الحدود تكون خالية من حزب الله والأسلحة الثقيلة، مع اتفاق الجميع على أن الهدف الأساسي هو نزع سلاح الحزب، وأن الجيوش الثلاثة ستواصل العمل عبر آلية وقف إطلاق النار.

وأعرب رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام عن أمله في أن تسهم مشاركة المدنيين في الاجتماعات في تهدئة التوتر، وأن المحادثات الاقتصادية ستكون جزءاً من أي مسار تطبيع مع إسرائيل، مع الإشارة إلى أهمية الالتزام بخطة السلام العربية لعام 2002، وإن المسار ما يزال بعيداً.

ولفت سلام إلى أن لبنان منفتح على وجود قوات فرنسية وأميركية على الأرض، وأن إسرائيل ستشارك في خطوات لإقامة علاقة وتعاون اقتصادي مع لبنان.

وأضافت مصادر أن أجواء الاجتماع كانت إيجابية، وأن نتنياهو أشار إلى وجود رغبة في طرح أفكار للتعاون الاقتصادي، وأنه أوفد نائب رئيس قسم السياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي إلى الاجتماع كجزء من الحوار المستمر بين الطرفين والولايات المتحدة، مع الإبقاء على نزع سلاح حزب الله كهدف أساسي بغض النظر عن التعاون الاقتصادي.

وتعتبر هذه المحادثات في الناقورة خطوة نحو توسيع الحوار بين لبنان وإسرائيل إلى ما هو أبعد من مجرد مراقبة وقف إطلاق النار المبرم عام 2024، ضمن إطار مساعي الولايات المتحدة المتواصلة في إطار رؤية السلام الأوسع لإدارة ترمب في الشرق الأوسط.

وأعرب الرئيس اللبناني جوزاف عون عن انفتاحه على مفاوضات تؤدي إلى هدنة أكثر صلابة، وأرسل مبعوثاً مدنياً للمرة الأولى، وأعلنت إسرائيل أنها سترسل ممثلاً لها لمواكبة محاولة لإقامة علاقة وتعاون اقتصادي مع لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى