اخبار سياسية

اجتماع الناتو: روته يطمئن المخاوف من التزام أميركا بالحلف

تغطية الاجتماع ومواقف الحلفاء

يعقد وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي اجتماعاً في بروكسل الأربعاء لبحث جهود إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. ومن المتوقع أن يغيب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن الحضور، ويرسل نائباً عنه هو كريستوفير لانداو للمشاركة في النقاش حول التزامات الحلفاء باستثمار 5% من الناتج المحلي الإجمالي في الدفاع.

قلل الأمين العام للحلف مارك روته من مخاوف الغياب، قائلاً إنه يلاحظ سفر روبيو ثملاً جدولاً مزدحماً وأن من غير الواقعي حضور كل اجتماع. وفي المقابل، قال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن روبيو حضر عشرات الاجتماعات مع الحلفاء وأن حضوره في كل اجتماع سيكون أمراً غير عملي، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.

ومن المقرر أن يحضر الاجتماع نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لانداو لمناقشة التزام الحلفاء باستثمار 5% من الناتج المحلي الإجمالي في الدفاع. وتأتي هذه القمة في أعقاب مفاوضات حاسمة في موسكو ومناقشات أوروبية بشأن مستقبل أوكرانيا.

وفي حديثه للصحافيين، أكد روته أن روبيو لديه جدول مزدحم، قائلاً: “إنه يعمل بجدية كبيرة للاهتمام ليس فقط بالوضع في أوكرانيا، ولكن بالعديد من القضايا الأخرى”، مضيفاً أنه يتقبل تماماً عدم قدرته على الحضور إلى هنا الأربعاء، ولن يطرح أي تفسيرات لذلك.

في المقابل، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن روبيو حضر بالفعل عشرات الاجتماعات مع الحلفاء، “وتوقع حضوره في كل اجتماع سيكون غير عملي تماماً”، وفق ما أوردت وكالة أسوشيتد برس.

ومن المقرر أن يحضر الاجتماع نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لانداو، لبحث التزام الحلفاء باستثمار 5% من الناتج المحلي الإجمالي في الدفاع.

أول غياب لوزير أميركي عن هذا الحدث منذ 1999 يبرز كإشارة إلى تغير في الأولويات الأميركية، إذ أثارت اقتراحات الرئيس دونالد ترمب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية استياء حلفاء أوروبا. وكانت آخر مرة تغيب فيها أعلى دبلوماسي أميركي عن هذا الحدث عندما كان تركيز واشنطن على السلام في الشرق الأوسط، وفقاً لمسؤول سابق في الناتو.

وتوقعت صحيفة وول ستريت جورنال أن يترك غياب روبيو أثراً واضحاً، خاصة أنه يأتي في وقت تجري فيه محادثات سلام بشأن أوكرانيا دفعت العديد من القادة الأوروبيين للتساؤل عما إذا كانت أولويات واشنطن لا تزال متوافقة مع أولويات أوروبا. ويُنظر إلى الغزو الروسي لأوكرانيا على أنه تهديد وجودي، في حين حذر كبار المسؤولين من احتمال شن بوتين هجوماً آخر على أوروبا خلال 3 إلى 5 سنوات إذا حقق انتصاراً في أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، تصر الولايات المتحدة على أن يلتزم الحلفاء بالأمن في فنائهم الخلفي، وتثير الشكوك حول قيادة الولايات المتحدة للحلف ووحدته، ما يضعف قدرة الحلف على ردع خصم مثل بوتين.

قلل روته من أهمية أجزاء مثيرة للجدل في خطة ترامب الأصلية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أنها أُعيدت صياغتها بشكل كبير لتلبية مخاوف أوروبية. وقال: “يجب أن تبدأ من مكان ما وتكون لديك مقترحات على الطاولة”، مضيفاً أن نهاية الحرب في أوكرانيا ستُناقش بشكل منفصل مع الناتو.

وتشير مسودة الخطة الأميركية إلى أن الناتو لن يتوسع أكثر ولن يُسمح لأوكرانيا بالانضمام، وهو مطلب روسي قديم، كما تقترح المسودة حواراً بين روسيا و”الناتو” بوساطة الولايات المتحدة لحل القضايا الأمنية وخلق فرص استثمار، لكن من غير الواضح كيف يمكن لأقوى عضو في الحلف أن يقوم بدور الوسيط. وعلى الرغم من اقتراح استبعاد عضوية أوكرانيا، شدد روته على أن كييف ما تزال على “مسار لا رجعة فيه” للانضمام إلى أكبر منظمة أمنية في العالم، كما تعهد قادة الناتو في واشنطن في عام 2024. وأضاف: “في الوقت الراهن، لا يوجد إجماع على انضمام أوكرانيا إلى الناتو”.

في القمة الأخيرة لحلف الناتو في لاهاي، أكد الرئيس الأميركي ضرورة الالتزام بالمادة الخامسة من المعاهدة، لكنها تبرز في تصريحات لاحقة مخاوف حول قيادة الحلف وتوجهات الولايات المتحدة. وتتزايد المخاوف بشأن تخفيض القوات الأميركية في أوروبا، حيث أعلنت رومانيا في أكتوبر أن الولايات المتحدة ستقلص وجودها العسكري بما يصل إلى 3000 جندي، مع تركيزها على التهديدات الأمنية في آسيا ومناطق أخرى. ومن المتوقع أن تعلن الإدارة الأميركية عن خطط لإعادة نشر قواتها في أوائل 2026.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى